لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
أخبار دولية

تصدّعات بالموقف الرسميّ: وزراء بالكابينيت يؤكّدون أنّ نتنياهو استخدمهم كديكور ورئيس وكالة الفضاء: شعرت بالخزي والعار والخطاب كلام فاضي

يُواصل الإعلام العبريّ مساعيه الحثيثة لتسويق الـ”كشف” الإسرائيليّ المزعوم حول البرنامج النوويّ الإيرانيّ، الذي عرضه رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، في مؤتمرٍ صحافيٍّ أوّل من أمس الأربعاء، ومن المُلاحظ أنّ كثافة النشر عن قدرة جهاز (الموساد) والتهويل لها من قبل مَنْ يُطلق عليهم في كيان الاحتلال بالمُحلّلين للشؤون الأمنيّة والعسكريّة، جاء بحسب أوامر من دوائر صنع القرار في تل أبيب، بهدف التغطية على الفشل المُدّوي الذي كان من نصيب الدولة العبريّة في أوروبا، والتي أعلنت صراحةً وعلى لسان كبار مسؤوليها أنّ ما كشفت عنه دولة الاحتلال، لا يُقدّم حتى دليلاً واحدًا على أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران خرقت الاتفاق النوويّ المُوقّع مع مجموعة دول خمسة+واحدة في الثاني من شهر نيسان (أبريل) من العام 2015، بين طهران والصين وروسيا وأمريكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا.

ولكن بمُوازاة استمرار الاحتفالات بالإنجاز التاريخيّ للموساد الإسرائيليّ، والكشف يومًا بعد يوم عن مزيدٍ من المعلومات لكيّ وعي الإسرائيليين والعرب والغرب أيضًا، بموازاة ذلك، بدأت تطفو على السطح تصدّعات في الموقف الرسميّ بالدولة العبريّة، فقد كشفت شركة الأخبار الإسرائيليّة (القناتان 12 وـ13)، أمس الثلاثاء في نشرتها المركزيّة الليلية، كشفت النقاب عن أنّ العديد من الوزراء، وهم أعضاء في المجلس الوزاريّ الأمنيّ السياسيّ المُصغّر (الكابينيت)، الذين تمّ استدعاؤهم على عجلةٍ لمبنى وزارة الأمن في تل أبيب لسماع قرار نتنياهو بالكشف عن المعلومات التي بحوزته، أكّدوا للمُراسل السياسيّ في الشركة، يارون أفرهام، على أنّ رئيس الوزراء استخدمتهم كديكور من أجل الحصول على أكبر قدرٍ من التغطية الإعلاميّة في إسرائيل وفي العالم، وردّ ديوان نتنياهو على هذا النبأ بالقول: إنّ الوزراء الذين تحدّثوا لم يفهموا أهمية الحدث، وإذا كان الأمر كذلك، فهم بالفعل ديكور، على حدّ تعبير ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ.

ولكنّ الطامة الكبرى بالنسبة لنتنياهو هو خروج العديد من الجنرالات في الاحتياط ومسوؤلين سابقين في الأجهزة الأمنيّة عن الإجماع والتغريد خارج السرب. وفي هذا السياق، نقل كبير المُحلّلين السياسيين في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، شيمعون شيفر، عن مصدرٍ سياسيٍّ رفيع، اطلعّ على المواد التي كشف عنها نتنياهو قبل فترةٍ وجيزةٍ، نقل عنه قوله إنّ الحديث يدور عن موادٍ قديمةٍ وباليةٍ، وأضاف: شعرتُ بالخزي والعار عندما شاهدت نتنياهو يقوم بعرض الكشف وكأنّه جديدًا، وأضاف: لا شكّ بأنّ الموساد سجلّ انتصارًا كبيرًا، لكنّ إسرائيل لم تُقدّم أيّ دليلٍ جديدٍ لم نعرفه مُسبقًا عن برنامج إيران النوويّ، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّ نتنياهو قدّم للعالم حساءً مُسخنًا، على حدّ توصيفه.

أمّا الانتقاد اللاذع جدًا فقد جاء من قبل الجنرال في الاحتياط، البروفيسور يتسحاق بن يسرائيل، رئيس وكالة الفضاء الإسرائيليّة، والذي حاز مرّتين على جائزة إسرائيل للأمن. بن يسرائيل، المعروف في تل أبيب بـ”مُساهمته غيرُ المحدودة” في الحفاظ على أمن الدولة العبريّة، والذي شغل مناصب رفيعةً جدًا في المؤسسة الأمنيّة، كان غاضبًا للغاية أمس، بحسب ما ذكر المُحلّل شيفر في (يديعوت أحرونوت)، وبحسبه، فإنّ خطاب نتنياهو هو عبارة عن كلام فاضي، أعاد وكرّرّ فيه للمرّة الألف أنّ الإيرانيين يكذبون. وتابع بن يسرائيل قائلاً: فيما يتعلّق بمُحتوى الخطاب في المؤتمر الصحافيّ، لا يوجد أيّ شيءٍ جديد لم نكُن نمتلكه في الأرشيف، ذلك أننّا نعرف الكثير من التفاصيل عن البرنامج النوويّ الإيرانيّ، قال الجنرال احتياط بن يسرائيل.

أمّا المُحلّل فقد قال إنّه بات شبه مؤكّدًا أنّ الأزمة التي أنتجها وأخرجها نتنياهو ستكون بمثابة كيدٍ مرتدٍ عليه وعلى إسرائيل، إذْ أنّ اللاعبين الرئيسيين في المنطقة، أمريكا، روسيا، فرنسا وبريطانيا، باتوا على قناعةٍ تامّةٍ بأنّه يجب تهدئة الأمور في الشرق الأوسط، وعدم السماح لها بالانفجار والتحوّل إلى حربٍ شاملةٍ، على حدّ تعبيره.

على صلةٍ بما سلف، رأى مُحلّل الشؤون الاستخبارتيّة في صحيفة (معاريف)، يوسي ميلمان، أنّ نتنياهو لم يُقدّم ولو دليلاً واحدًا حول خرق إيران للاتفاق النوويّ، وتابع: لإيران عزّة وفخار، وقد أُهينت في الأشهر الأخيرة من سلسلة الهجمات المنسوبة لإسرائيل ضدّ قواعدها وأسلحتها في سوريّة، لافتًا إلى أنّ الإيرانيين يتطلّعون للردّ وللانتقام من الدولة العبريّة، ولكنّ الزعامة الإيرانيّة، اختتم، تُخطط خطواتها بعنايةٍ، بحذرٍ وتروٍ، وهي مثل مَنْ يركض إلى مسافاتٍ بعيدةٍ، وليس مثل الزعامة الإسرائيليّة التي تسعى إلى الإشباع الفوريّ وينتهي لها الهواء بعد أول كيلومتر، بحسب وصفه.

نقلاً عن رأي اليوم

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى