لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
آراء ومقالات

حرب على إيران أم تمهيد لتمرير مؤتمر المنامة؟!

خلال تصريحات بثتها محطات التلفزيون المحلية الإيرانية في 14 أيار/مايو، وصف المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي فكرة إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة بأنها «سمّ»، لكنه في الوقت نفسه طمأن المشاهدين بأنه «لا نحن ولا هم يسعون إلى الحرب، إنهم يعلمون أن ذلك لا يصب في صالحهم».

 وتُعد صيغة لا حرب ولا تفاوض جزءاً لا يتجزأ من استراتيجية المقاومة الرشيدة التي تعتمدها إيران، والتي تنص على عدم إثارة المواجهة العسكرية، ولكن في الوقت نفسه رفضْ القيام بأي تنازلات.

فالمقاومة كانت تعتبر عاملاً رئيسياً في صمود الجمهورية الإسلامية على مدى أربعين عاماً لأن الولايات المتحدة لم تكن راغبة في الاعتراف بوجود دولة أيديولوجية إسلامية معارضة للنهج الإمبريالي، في الوقت نفسه، يكون خامنئي صادقاً عندما يعلن أن إيران ليست مهتمةً بالتصعيد العسكري. والسبب غير المعلن الكامن وراء مثل هذه التصريحات هو عدم استطاعة إيران تحمّل، عسكرياً أو سياسياً، مواجهة مسلحة تقليدية مباشرة مع أي دولة، ولا سيما الولايات المتحدة أو إسرائيل.

ولهذا السبب، تعتمد إيران إلى حد كبير على الحرب غير المتناسقة، والحرب بالوكالة، وغيرها من التكتيكات التي يمكن تنفيذها مع هامشٍ من إمكانية إنكارها، حتى لو كان هذا الهامش صغيراً. وتتمثل الفكرة في بقاء إيران قوة تهديد مخيفة ورادعة مع تجنب الحرب التقليدية المباشرة .

لم يعد خافيا على أحد أن عمق إيران الاستراتيجي حتى حدود “إسرائيل” وشواطئ البحر المتوسط، وسياسة المقاومة قد منحت إيران نفوذاً متزايداً في جميع أنحاء الشرق الأوسط ومكانةً عالميةً في مواجهة الغرب وحلفائه من نظم الرجعية يحسب لها ألف حساب .

وضمن هذا السياق يبرز توجهان أميركيان، يتمثل الأول في الحفاظ على وضع إقليمي وعالمي، ينعش عائدات المجمع الصناعي الحربي الأميركي، بينما يعبر ترامب عن الثاني صراحة، بمطالبته حلفائه الافتراضيين «أدواته» في المنطقة والعالم بأخذ مزيد من زمام المبادرة ، ودفع المستحقات المالية الناجمة عن الحماية الأميركية لهم سياسيا وعسكريا وبأسلوب مبتذل من الابتزاز والإذلال والاحتقار في آن.  وهو ما يؤدي إلى زيادة الطلب العالمي على الأسلحة، وخصوصا في منطقة ملتهبة ومشتعلة كمنطقتنا.

ويفرض الحفاظ على إيران كما هي (محاصرة)، من أجل الحفاظ على التوتر والصراع بين شعوب المنطقة ودولها من ناحية، وبغرض اجتذاب التوتر العسكري والسياسي نحو إيران، بدلا من تمركزه في مواجهة قوى الاحتلال إجمالا، ومنها الكيان الصهيوني وأنظمة الاستبداد والتخلف العربية من ناحية أخرى.

من ناحية أخرى، فإن إبقاء سيف التهديد بالحرب مسلطًا على رقبة الإيرانيين في هذا التوقيت بالذات، لم يأت صدفة، فالسيد الأمريكي، بصدد بدء تنفيذ صفقة القرن، من خلال مؤتمر البحرين، وإشغال إيران – أحد أهم أركان محور المقاومة الرافض لصفقة القرن- يعتبر ركيزة أساسية في تمرير المشروع، تمامًا، كما تم تحييد سورية بإشغالها بحرب في مواجهة الجماعات الإرهابية استمرت لأكثر من ثمان سنوات.

فهل ستكون طبول الحرب، طبولًا لاحتفال الصهاينة بتنفيذ صفقة  القرن، أم أن لمحور المقاومة رأي آخر ومفاجآته التي قد تقلب الطاولة على الجميع، متسلحًا بإجماع فلسطيني على رفض الصفقة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى