لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
أخبار فلسطين

الأسيرات في زمن الكورونا

في زمن ليس بالبعيد كان للأسرى أسبوعا شعبيا للتضامن، اليوم أصبح للأسرى قضية، ملفاً وبأحسن الأحوال وزارة، في زمن ليس بالبعيد كان الأسرى عنوان شعبي جامع، ولكن اليوم تعيش قضيتهم تهميشا ممنهجا خاصة مابعد اتفاقية اوسلو، فلا الأسرى قبلها خرجوا، ولا الأسر بعدها توقف، بل على العكس سحبت قضيتهم وعانت التهميش والاهمال وكأنهم فئة أقلية نتضامن معها يوما في السنة.


قد أتى يوم الأسير هذا العام ومع كل هذا التهميش والإهمال في زمن العجز والعوز، زمن الخوف والحجر، زمن الكورونا، التزمت الشعوب المنازل، وفعلت المستشفيات فعلها المطلوب، دارت أدوات التعقيم كل الشوارع، ولكن هذا كله لم يمرّ من زنازين الأسرى ولا سجونهم، لا يعرفون المعقمات، ولن تختبرهم شرائح الفحص الكوروني، بل على العكس تماما، تُركوا وحدهم بمواجهة فيروس المحقق الصهيوني وفيروس كورونا الذي يحمله.
هم وحدهم يواجهون الاحتلال وأدوات سجنه، يواجهون المرض وفيروس كورونا، يواجهون الاهمال، هم وحدهم يقرعون جدرانهم ولا صدى صوت لهم.
كُثر من تململن وأنا من حجر مفروض مع العائلة لما فيه من جهد وأعباء منزلية، نتذمر، نتعب، هذا الحجر والاعتزال اعتدنه الأسرى والأسيرات بالسجون، تمنته كل أسيرة مع عائلتها في هذه الأيام، تحلم به، ويوجعها الغياب، غياب الأبناء والعائلة، يبكين جدران زنزانة رسمن عليه صور بيوتهن من خيال…
أسيراتنا اللواتي تركن وحيدات، في عزلٍ جديد عن زيارات الأهل والأحبة، استغل العدو الصهيوني هذه الظروف الصحية الصعبة وأحكم الاغلاق، أحكم قبضة الوجع ، بل على العكس استمر في سياسات الاعتقال ومداهمة البيوت ناشرا فايروس الاحتلال وقمعه، وفايروس كورونا وموته.
يبلغ عدد الأسيرات في سجون الاحتلال الصهيوني 41 أسيرة، يتعرضن لكافة أشكال التعذيب الجسدي والنفسي، العزل والحبس الانفرادي، الحرمان من زياردة الأهل، الحرمان من الرعاية الصحية والطبية اللازمة.
ميس أبو غوش، سماح جرادات، حليمة خندقجي والكثيرات، روين ما تعرضن له من عنف جسدي وتعذيب، اخضاعهن للتحقيق لمدد طويلة، حرمانهن من زيارة المحامين والأطباء، الابتزاز والتهديد، قصصن ما يكفي لنتخيل كيف تقطف زهور العمر هناك، وتمر السنين والايام باردة، خالية من الحياة، تتعرض عائلاتهن للتنكيل والتهديد، إنها سياسة العقاب الجماعي يا سادة، والتي لا ينفع معها إلاّ سياسة التضامن الجماعي الشعبي، نحن لا نريد تحسين ظروف الاعتقال والمعتقلات، بل نطالب بانهاء ملف الأسرى كقضية سياسية لن تُحل إلاّ بالحرية الكاملة.
أتعرفون معنى الحرية الكاملة، أتذكرون … لربما نحن اليوم أقرب ما نكون لوجع فقدانها…
الحريـــة لهنّ .. الحريـــة لهم … الحريـــة لنا في زمن العجز والاستسلام.
لكنّ رفيقاتي ومعلماتي الصامدات خلف القضبان، الصامدون في السجون، سنزرع وردة أمل، ونرسم شجرة، تورق أملاً بالحرية، سنرسم لكن الصور، نشارككن يوميات حجرنا وعزلكم، سنتبادل الأمل بأن غدا سيكون يوما للحرية.

بواسطة
رانيا لصوي
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى