لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
مقالات

البوتاس .. مسجلة زمان!!

لم أتفاجأ بالخبر الذي نشرته صحيفة هآرتس العبرية والذي أكدت فيه بدء شركة ديليك “الإسرائيلية” بتصدير الغاز إلى الأردن من حقل بحري، في أول صادرات للغاز الطبيعي في تاريخ الكيان الصهيوني. فمنذ أكثر من عامين ونحن نسمع عن مفاوضات عقدت واتفاقيات وقعت بين شركة البوتاس الأردنية والكيان الصهيوني. وبالتالي فإن ظهور هذه الأنباء إلى العلن لم يكن صادما لي بقدر ما كان محزناً ومخجلاً بل ومقززاً.

أقول أن هذا الخبر لم يفاجئني بقدر ما استوقفني تصريح “مسؤول أردني”لصحيفة الغد  فضل عدم ذكر اسمه، أكد فيه  صحة تلك المعلومات، قائلا “نعم ذلك صحيح، وإن تزويد شركة البوتاس العربية وبرومين الأردن بالغاز من “إسرائيل” يتم منذ وقت طويل وقبل شهر كانون الثاني بكثير”.

أتساءل هنا، ما الذي كان يهدف له هذا المسؤول عندما أكد أن تزويد شركة البوتاس بالغاز بدأ “منذ زمن طويل”؟!

هل أراد مسؤولنا العظيم أن يستفز شعبه، ويقول لهم “موتوا بغيظم، فنحن نتعامل مع الغاز الصهيوني منذ زمن”؟!

أم أنه أراد أن يوصل لنا أن أية تحركات على الأرض لمواجهة هذا القرار هي ليست ذات جدوى، فالقرار اتخذ، بل وتم تطبيقه ومنذ زمن أيضاً؟!

هل يريد هذا المسؤول أن يقول لنا بأن التطبيع مع الصهاينة لم يعد أمراً مخجلاً على الصعيد الرسمي وأنه لا يكتفي بالإعلان الصهيوني، بل إن لدى حكومتنا “الجرأة” لتعلن من جهتها أيضاً نبأ استيراد الغاز؟!

أم أن مسؤولنا الرسمي أراد أن يكشف التوجهات الحكومية الجديدة والمتمثلة بالانخراط بشكل كامل في التطبيع مع الكيان الصهيوني، والتسارع نحو عقد المشاريع المشتركة معه وإعطائه الأولوية في ذلك على حساب الدول العربية التي تنوي حكومتنا استضافتها في القمة العربية أواخر الشهر الحالي؟!

في مسرحية غربة للمبدع محمد الماغوط، يهم البيك بضرب سيدة عجوز، فتقف أمامه متحدية” اضرب خللي التاريخ يسجل إنك ضربت امرأة”، فما كان من أحد مساعدي البيك إلا القول متباهياً: “مسجلة زمااان”. والله من وراء القصد.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى