لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
مساهمات شبابية

العرب وشبكات التواصل الاجتماعي/ أحمد العزة

من ظواهرالعصر الجديد انتشار السوشال ميديا بشكل سلبي جدا و ربما كان هذا التسارع  في انتشار السوشال ميديا ممنهج و يستهدف فئة الشباب العربي , اذ نظرنا جيدا الى المحتوى الفكري الذي تتطرق له مواضيع المؤثرين على صفحات التواصل الاجتماعي فلا نجد فيها مضمونا فكريا و انما هي عباره عن تفاهات و ترهات مضيعه للوقت , لا بد لنا هنا ان نتسائل لماذا اصبحت شبكات التواصل الاجتماعي هي بديل الكتاب و الجرائد ؟!

و لماذا غدى الشباب في الشارع العربي فارغ  فكريا لا يعي لهموم الوطن العربي ؟!

حسب الدراسات و الاحصائات ان متوسط معدل القراءة في الوطن العربي لا يتعدى ربع صفحة للفرد سنوياً، وذلك بحسب نتائج خلصت إليها لجنة تتابع شؤون النشر، تابعة للمجلس الأعلى للثقافة في مصر.

وبحسب تقرير التنمية البشرية الصادر عن اليونسكو لعام ٢٠٠٣، كان كل 80 عربياً يقرأ كتاباً واحداً، بينما كان المواطن الأوروبي يقرأ 35 كتاباً في السنة، ومستوطن داخل دولة الاحتلال يقرأ 40 كتاباً، ورغم الفارق الكبير في نصيب القراءة للمواطن العربي مقارنة بالأوروبي، إلا أنه يعتبر أفضل من الوقت الحالي، حيث تراجع إلى ربع صفحة فقط، وهو معدل كارثي و محزن

وكان تقرير التنمية البشرية ، الصادر عن “مؤسسة الفكر العربي” يشير إلى أن العربي يقرأ بمعدل 6 دقائق سنوياً، بينما يقرأ الأوروبي بمعدّل 200 ساعة سنوياً، وهذا يوضح لنا مدى الكارثة الثقافية والعلمية التي يعيشها المواطن العربي، مقارنة بمواطنين في الدول الأوروبية، كما يؤكد وجود فرق ثقافية شاسعة بين ثقافة المواطن العربي وثقافة المواطن الأوروبي

اخر الاحصاءات تقول  ان 40 % من سكان الوطن العربي يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعيه بشكل دائم  مع العلم ان عدد سكان الوطن العربي حسب اخر احصاءات لعام 2017 تجاوز الـ  370 مليون  نسمه مع العلم ان المواطن العربي يستخدم 67% من وسائل التواصل الاجتماعي بالافلام و الموسيقى و 20% قضايا سياسية و 13 % قضايا اجتماعية ,

بالمقابل ان نسبة استخدام مواطني الولايات المتحده للانترنت بشكل عام 56% و يتم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي 55% منها قضايا اجتماعية و30% منها قضايا سياسية  15 % افلام و موسيقى ,

و حسب الدراسات أنتجت الدول العربية 6500 كتاب عام 1991، بالمقارنة مع 102 الف كتاب في أمريكا الشمالية، 42 الف كتاب في أمريكا اللاتينية والكاريبي.

وبحسب “تقرير التنمية الثقافية” الذي أصدرته منظمة اليونسكو فإن عدد كتب الثقافة العامة التي تنشر سنوياً في العالم العربي لا يتجاوز الـ5000 عنوان. أما في أمريكا، على سبيل المثال، فيصدر سنوياً نحو 300 ألف كتاب.

و اذ نظرنا جيدا سنجد وسائل التواصل الاجتماعي اثرت سلبا على المواطن العربي و لم تؤثر على مواطني الدول الغربيه و هذا ما يدل على  انها حملة ممنهجة لا تهدف الا لابعاد الشباب عن اهدافهم الرئيسية و القضايا المركزيه العربيه فبدلا من افراغ الوقت في المطالعه و القرائة اصبح الشاب العربي مدمنا على صفحات التواصل الاجتماعي المسممه حتى اصبح تفكيره مسمم و منحرفا عن قضايانا المركزية  ,

 اليوم اذ انت تصفحت الفيس بوك على سبيل المثال سوف تقضي العديد من الساعات عليه و انت لا تشعر لكثرت الفيديوهات المنتشره عليه و الترهات , لننظر جيدا الى شبابنا سوف نجد ان معظمهم اصبح يتسارع الى نشر الفيديوهات و اخراجها و جمع عدد من المعجبين و التعليقات و لا بد لنا هنا ان ندرك جيدا خطورة هذه الظاهرة و نقف عندها ولا بد لنا ان نرجع الكتاب الى مكانه  الصحيح ,

انا هنا لا انكر ايجابيات السوشل ميديا و شبكات التواصل الاجتماعي و لا انكر انها جعلت من العالم الكبير قرية صغيرة و قربت البعيد و هونت المسافات و اسهمت في استثمار اللحظة للشارع  لكن في نفس الوقت نحن كشعب عربي  لا نجيد استخدامها لهذا اصبحت ظاهرة سلبيه اثرت على حياتنا الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية  ولا بد لنا ان ننظم وقتنا حتى يعود الكتاب الى ايدينا و ترجع الجرائد الى مقاهينا .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى