لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
أخبار محلية

الكرك: الجفاف والبذار الرديء يلحقان خسائر بمزارعي القمح والشعير

طالب مزارعو محاصيل حقلية من القمح والشعير مطالبتهم الحكومة بتعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم بسبب الجفاف وتراجع كميات الهطول المطري، بالإضافة الى حصولهم على بذار رديء بداية الموسم الزراعي.

وأكدوا أن المواسم الأخيرة أدت إلى خسائر متراكمة للمزارعين، في حين لم تقم الحكومة بالعمل على تعويضهم أسوة ببقية المزارعين، الذين يتم تعويضهم في حال الاضرار الناتجة عن المسببات الاخرى مثل الصقيع والفيضانات والحرائق.

وكانت المواسم الأخيرة قد شهدت تراجعا كبيرا في انتاج المحاصيل الحقلية بمحافظة الكرك، قياسا إلى معدل الانتاج السنوي من محصولي القمح والشعير والبالغ زهاء 5500 طن، ما ألحق بالمزارعين خسائر كبيرة وفقا للعديد من المزارعين.

وأكد مزارعون أن المحصول للعام الحالي تعرض للجفاف بسبب تراجع كميات التساقط المطري، بالإضافة الى ارتفاع الحرارة بداية حصول انبات السنابل، حيث تضرر المحصول كثيرا من حيث الكمية والنوعية، وخصوصا في محصول القمح.

وكان مزارعون توقعوا بداية الموسم انخفاض انتاج القمح والشعير، بمختلف مناطق المحافظة، بسبب ضعف معدلات هطول الامطار وتفاوتها خلال الموسم، إضافة إلى انتشار آفة دودة الزرع في ما نبت من المحاصيل الحقلية، ما أدى إلى نقص الكميات الموردة إلى مركز استلام المحاصيل الحقلية التابع لوزارة الصناعة والتجارة.

وأكد رئيس لجنة استلام المحاصيل الحقلية بمركز الجنوب مدير صناعة وتجارة الكرك بالوكالة محمد الصعوب، ان العام الحالي وللمرة الأولى لم يشهد استلام مركز استلام الحبوب أية كميات من محصول قمح الاكثار أو البذار بسبب رسوب كافة الكميات التي تم توريدها للمركز، وذلك بعد فحصها، لافتا إلى أن حبوب الاكثار رسبت بالفحص الميداني بسبب ارتفاع الحرارة في فترة انبات سنابل القمح ونوى الحبوب ما أدى الى جفافها في سنابلها.

وأكد الصعوب، ان مركز الاستلام للمحاصيل الحقلية ومنذ بدء الاستلام بداية شهر أيار

(مايو) وحتى انتهاء فترة الاستلام أمس، تسلم كميات من الحبوب اغلبها من الشعير، وبلغت كميات الحبوب من القمح المواني 1079 طنا وبدون أي كمية من قمح الاكثار، وشعير علفي 2157 طنا وشعير اكثار 26 طنا.

ولفت إلى أن الأجهزة الرسمية تقوم بشراء المحاصيل الحقلية بأسعار العام الماضي، بحيث يتم شراء القمح البذار بسعر 500 دينار للطن، والقمح المواني 420 دينارا للطن، والشعير البذار بسعر 420 دينارا للطن، والشعير العلفي 370 دينارا للطن العام الماضي.

واوضح أن المزارعين يحصلون على مستحقاتهم المالية مباشرة، وفور الانتهاء من الاجراءات الرسمية لعملية بيع المحصول للوزارة، مشيرا إلى أن 75 % من المزارعين، الذين قاموا بتوريد محاصيلهم للمركز استلموا مستحقاتهم.

وقال المزارع نايف العقاربة من سكان لواء القصر، إن المزارعين تضرروا كثيرا خلال الأعوام الماضية بسب الجفاف، وبسبب رداءة البذار الذي يحصلون عليه من وزارة الزراعة، لافتا إلى أن لجنة شكلت من الجهات الرسمية والمزارعين، وهدفها الاطلاع على واقع حال المزارع والمحاصيل في فترة تعرضها للضرر.

وأشار إلى أن اللجنة اعدت تقريرا سلم للجهات المعنية، دون ان يتم حتى الآن اتخاذ أية إجراءات تساهم في وقف الضرر وتعويض المزارعين.

وأشار إلى أن حالة من الجفاف سادت منطقة الجنوب، أدت إلى تراجع الزراعات الحقلية بشكل عام وخصوصا القمح والشعير، مطالبا بالتعويض أسوة ببقية المزارعين الذين يتم تعويضهم من الصقيع والفيضانات.

وطالب المزارع احمد الجعافرة من سكان قصبة الكرك الحكومة وزارة الزراعة بالعمل على معاملة مزارعي المحاصيل الحقلية أسوة ببقية المزارعين في حالة الضرر الطبيعي، مؤكدا أن منطقة الجنوب كلها اصابها حالة جفاف ألحق الضرر بالمحاصيل الحقلية، وهي حالة مشابهة لحالة الصقيع الذي يضرب المحاصيل بالأغوار، ويتم تعويض المزارعين عن الخسائر التي تلحق بهم.

وأكد أن زراعة أكثر من خمسة دونمات لم تعط أكثر من 50 كغم قمحا، في حين أن سنوات سابقة كانت تعطي المزارع 200 كغم من القمح. مشيرا إلى إن على الحكومة تعويض المزارعين أسوة ببقية المزارعين بالمملكة.

وأشار المزارع مفيد المجالي، الى انه وبسبب تعرض المحاصيل الحقلية للجفاف، لم يتمكن من توريد اية كميات لمركز استلام الحبوب بالمحافظة، في حين انه سنويا يقوم بتسليم أكثر30 طنا من القمح للمركز، مقدرا تعرضه لخسائر مالية تقدر بأكثر من خمسة آلاف دينار.

وطالب المجالي وزارة الزراعة بالعمل على تعويض المزارعين للمحاصيل الحقلية بمحافظات الجنوب، الذين تضرروا من ضعف معدلات هطول الامطار وتلف وهلاك المحاصيل التي زرعوها أسوة ببقية المزارعين بالمملكة.

من جهته أكد مدير زراعة محافظة الكرك المهندس خالد الصرايرة ان هناك لجنة شكلت من المزارعين والمديرية لبحث حالة المحاصيل الحقلية بداية الموسم، مشيرا إلى أن الموسم الحالي لا يعتبر موسم جفاف رسمي، لكنه يعتبر حالة من الانتاجية السيئة بسبب الظروف الجوية، التي سادت بمنطقة الجنوب وأدت إلى تأثير واضح على انتاجية المحاصيل الحقلية.

ولفت إلى أن الوزارة كانت قد قامت بتعويض المزارعين بالسنوات السابقة جراء ما لحق بهم من اضرار من خلال صرف مبالغ مالية للمزارعين عن كل دونم يتم زراعته، حيث تم صرف مبلغ دينارين ونصف بأحد الاعوام ولاحقا تم صرف خمسة دنانير عن كل دونم يزرع بالقمح أو الشعير.

وكان رئيس مجلس المحافظة صايل المجالي، أكد في وقت سابق لـ “الغد”، أن المجلس تابع الحالة الصعبة التي يعيشها المزارعون بالكرك، وخصوصا مزارعي المحاصيل الحقلية هذا العام، بسبب ضعف الهطول المطري لفترة طويلة، والتي أدت إلى جفاف المحاصيل الحقلية.

وبين أن المجلس التقى المزارعين واستمع إلى مطالبهم، مشيرا إلى أن المجلس التقى وزير الزراعة وقدم شرحا حول الحالة للزراعات الحقلية بمحافظة الكرك، ومختلف محافظات الجنوب، التي تضررت الزراعات الحقلية فيها.

وتشير إحصائيات مديرية زراعة الكرك، إلى أن مساحة الاراضي التي تتم زراعتها بالمحاصيل الحقلية بمحافظة الكرك سنويا تبلغ نحو 210 آلاف دونم، منها 90 ألف دونم من القمح، إضافة إلى 120 ألف دونم من الشعير.

المصدر
الغد
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى