لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
مساهمات شبابية

الكهف…رضا استيتية

… في منطقة ما وفي زمن ما , كانت يعيش مجموعة من الناس بشكل بدائي داخل كهف كبير , كان لهذا الكهف المنفي مخرج واحد فقط (تغطيه دائما مياه ساقطة بقوة من الأعلى لم يكن يعلم سكانه أنها ماء), وفي السقف كان هناك فجوة تظهر منها الشمس نهارً فتضئ المكان وتختفي بالليل ليعم الظلام , ويمر بداخله جدول ماء يحمل بعض الأسماك ليتغذى عليها سكانه
أما بالنسبة للتربية والتنشئة فكانت تقوم على أساس عبادة (إلهة حجرية) كان يجلس بجانبها دائما زعيم الكهف وكاهنه وحاشيته, ومهمة الإفراد الذين يعيشون في الكهف أن يصلوا طوال النهار للإلهة حتى يتمكن الزعيم ورجاله من اجتياز بوابة الجحيم (مخرج الكهف الوحيد) وأن يعودا سالمين ومعهم الغذاء عندما كان ينقص عليهم داخل الكهف … هكذا منذ القدم .
كانت عقوبة من يقترب من بوابة الجحيم الضرب حتى الموت , لذلك كان مسموحا فقط لأشخاص مختارين من الإلهة – حسب ادعاء الزعيم وكاهنه – بالخروج من الكهف للضرورة , هذا ما كان يتربى عليه الأطفال ويعيشون عليه طوال حياتهم بالإضافة إلى أنه كان يقال لهم “من يعيش ويموت دون التفكير بعبور بوابة الجحيم سيكون ملاكً للإلهة ,وان من يفكر بعبوره أو تجاوزه فسيحترق للأبد.
في أحد الأيام أقترب طفل صغير بدفعه الفضول البشري من جدار الجحيم ومد يده إلى الخارج وعاد مسرعً إلى أمه , كبُر الطفل ولم ينسى ذلك الهواء الذي لامس يده عندما كان صغيرً , كبُر وحلمه يكبُر معه أن يجتاز البوابة , غير مبالٍ بكلام أمه التي كانت دائما تحذره من ذلك لأن هذا الفعل سيجلب عليهم غضب الإلهة.
ذات يوم قرر أن يخرج ليلا من الكهف , أقترب قليلا من المخرج .. خاف كثيراً مما قيل له عن الخروج وعاد إلى الخلف بسرعة , حاول مرةً ثانية وثالثة ورابعة وكان دائما يشعر بالخوف ويرجع إلى الوراء , حتى جاء يوم غير كنير في داخله , لم ينجح سكان الكهف من اصطياد كمية كبيرة من الطعام وكذلك الأمر بالنسبة للزعيم ورجاله , فأخبرهم الكاهن أن هذا هو غضب من الإلهة عليهم , وأمر الجميع بالإكثار من الصلاة, مما دفع أحد سكان الكهف إلى عدم طاعة الأوامر والركض مسرعا باتجاه المخرج والقفز للخارج, لحق به الزعيم ورجاله وعادوا به ميتًا والقوه أمام الجميع وأخبروهم أن هذا عقاب من يخالف الإلهة , وأمروا الجميع بالعودة للصلاة بصمت .
حضر الظلام ,وذهب الجميع إلى النوم باستثناء الشاب الذي حاول الخروج مزارا وتكرارًا , أقترب من المخرج أغمض عينيه وأندفع ببطءً إلى الخارج , لم يعد يشعر بتأثير شئ , فتح عينيه وأدرك أنه لم يمت , نظر إلى الأسفل ولم يرى شيئا فعاد إلى الداخل , وأصبح يكرر هذا الفعل بشكل يومي حتى طلب من أمه أن ترافقه ا رفضت ,وقالت له أن خروجه هو سبب قلة الطعام عندهم وأنها ستخبر الزعيم والكاهن أذا أستمر بهذا العمل , وأن عليه أن يعود للصلاة للألهة .
في تلك الليلة , وقف أمام المخرج ونظر للخلف وعاد وأخذ الإلهة وركض بها إلى الخارج , تحسس طريقه نزولً على مهل وبقي يركضُ ويركض حتى تعب وسقط على الأرض .
أستيقظ صباحا على أصواتٍ غريبة ,نظر إلى أشياء لا يعلمها ولكن عليها تلك القطع التي كان يجلبها الزعيم لهم ليغطوا أنفسهم بها , تابع السير بخوف مما يراه حوله , حتى وصل إلى أرض لم تكن مثل التي يمشي عليها , كلما وضع قدمه عليها كان يتألم ,جلس إلى جانبها وهو يحتضن الإلهة وينظر بتعجب ,
شاهد فجأة شأ غريبً وله صوتٌ غريب , استقر قريبًا منه وشاهد بداخله رجلين أشكالهم غريبة , أصابه الفزع وبدأ بالركض هاربًا وهم يلحقون به حتى استطاعوا الإمساك به وأبعاد الحجر عنه رغم صراخه , أدخلوه إلى الشئ الغريب وأخذوه إلى مكانٍ بعيد .
استمروا بنقله من مكانً إلى مكان , حتى وضعوه في النهاية مع العديد من البشر وكان دائما يتعامل معهم بخوفً وعلى أنهم غرباء .
بدؤوا معه مرحلة تحسين مظهره العام ثم تعليمة كيفية الأكل والشرب وبعدها تعريفه إلى الأشياء وإعطائه أسمً وتعليمه القرأة والكتابة , قُدر عُمره يومها بخمس وعشرين عام ولزم من الوقت حتى أن أصبح كطفلً في العاشرة من عمره ما يقارب العشر سنوات .
كان وعيه قد وصل وقتها إلى مرحلةٍ تمكنه من التواصل مع من هم حوله , وأصبح يحدثهم عن أمه وعن كهفه وعن الناس فيه , حتى أخذهم إلى المكان الذي وجدوه فيه وأصبح يحاول جاهدً أن يعرف كيفية الوصول إلى كهفه , وبعد جهدً كبير تمكن من الوصل إليه برفقة من كانوا معه , دخل إلى الكهف وكانت المفاجئة , لم يكن في داخل الكهف سوا مجموعات من عظام بشريه , ماتوا من خوفهم عند اختفاء ألإلهة , تقاليدهم منعتهم من اجتياز حاجز الماء ,قتلو أنفسهم بجهلهم وتحجر أدمغتهم , مع أن حل كل شنئ كان بخطوة واحدة فقط , خطوة واحدة بعيدة عن الحدود المرسومة لهم , خطوة واحدة نحو الحرية

النهاية

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى