لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
مقالات

النمر الفلسطيني المقدسي !

عملية التصفية لأربعة من الجنود “الإسرائيليين” من قبل مقاوم فلسطيني وضعت القوى الأمنية “الإسرائيلية” في حالة من الإرباك والتخبط والإحباط . فقد جاءت هذه العملية الفدائية من حيث المكان والزمان: المكان مستعمرة المغتصب، والزمان ذكرى الانتفاضة الثانية (انتفاضة القدس)  لتؤكد الحقائق التالية :

إن خيار المقاومة الفلسطينية ما زال هو الخيار الرئيسي لمواجهة المحتل المستعمر لفلسطين .

إن تراكم العمليات الفردية إن كانت بالسكاكين أو السيارات أو الجرافات أو المسدس تعبر عن حالة الإحباط لدى الشعب الفلسطيني من سياسات العبث في أمنه السياسي والاقتصادي والوطني ويؤشر إلى أن الشعب الفلسطيني قد ضاق ذرعا من سياسات التفريط في حقوقه الوطنية المشروعة.

لقد تميزت عملية نمر القدس بأنها عملية تصفية على درجة عالية من الكفاءة المهنية واختارت الهدف بحيث يمنع المؤسسة السياسية من الاستفادة من خلال الترويج على أنها عملاً إرهابياً يستهدف المدنيين. فقد واجه أربعة من جنود الاحتلال من مسافة الصفر، ما يعني أن النظرات كانت متقابلة وثاقبة مكنته من أن يربك أربعة جنود ويوجه رصاصات أربعة كانت ثلاثة منها قاتلة والرابعة تركت الجندي شاهد عيان ليشرح لزملائه وقادته عن قوة وإصرار النمر الفلسطيني على المواجهة. لقد أسقط هذا النمر كل مقولات ميزان القوى وأكد أن مسدسه ورصاصاته الأربعة كانت توازي سلاح الجو وألوية النخبة والرصيد النووي مجتمعة .

لقد أكد نمر القدس أن إرادة التصميم والتحدي والتخطيط الجيد لمواجهة المحتل المستعمر هي الطريق للخلاص وأن مستوى التضحية التي تمتع بها أدخلت الرعب في قلوب الساسة الإسرائيليين وعبر عنها في سرعة اتخاذ قرارات العقاب الجماعي التي شهدتها (قرى بيت سوريك وقطنة وبدو) من عمليات اقتحام واعتقال وعبث، ناهيك عن قرار معاقبة أسرته وإخوته وأعمامه وأبنائهم. هذه أول مرة يقوم الاحتلال بتوسيع دائرة العقاب لتشمل جميع أفراد العائلة. لكن من الواضح أن هذه القرارات ستكون الشرارة لبداية مواجهة شعبية جماعية للمحتل المستعمر.

النمر المقدسي الفلسطيني أعاد للذاكرة الفلسطينية صورة الفدائي الأول الذي انطلق من شوارعها عام 1967 ليواجه المحتل في القدس وفلسطين عندما أنجز أول عمل فدائي في شارع يافا في القدس الغربية. النمر المقدسي يعيد تشكيل المشهد الفلسطيني من حيث الأولويات وإذا نظرنا للمشهد المقدسي كاملاً  نراه وخلال فترة قصيرة قدم درسين يعبران عن ثنائية المواجهة ببعديها الشعبي والفدائي. فقد أسقط وفكك البوابات الإلكترونية وبذات الوقت خط مواجهة  الجندي المستعمر عبر الالتحام المباشر من مسافة الصفر. وهذا يؤكد الدرس الهام أن عقلية الالتحام المباشر، إن كانت شعبية أو فدائية تسقط عامل التفوق العسكري وتحيّد أسلحته الجبارة، وتصبح قوة الحق هي المعيار والناظم في المواجهة. النمر الفلسطيني أسقط كل المقولات والاتفاقات الأمنية وأكد أن سياسة المقاومة الفردية والجمعية إن كانت شعبية أو فدائية هي الوسيلة التي تنهي الاحتلال الاستعماري لفلسطين.

العملية الفدائية لنمر القدس قلبت الصورة النمطية عن الربح والخسارة التي كان يفقد الفلسطيني والعربي أضعاف خسارة المحتل المستعمر. نمر القدس رسم معادلة جديدة للربح والخسارة البشرية هذا العامل سيترك أثراً عميقاً في المؤسسة العسكرية للمحتل ودرسا مهما للمقاومة ليعيد لها دورها وليذكر بصورة الفدائي الاول الذي انطلق من شوارعها ردا على هزيمة حزيران.

النمر المقدسي أكد أن كل قوى الشر لا تستطيع أن توقف فدائياً عن تنفيذ مهمته، ونجاحها مرتبط بدقة التخطيط مترافقة مع قوة وشجاعة وهدوء الفدائي المقاوم.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى