لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
أخبار فلسطين

انتخابات الكنيست الصهيوني ودور النواب العرب

أشغَلَت الإنتخابات الصَهيونيّة حَيِّزًا كَبيرًا في الإعلام العَربي على مَدار عامٍ مَضى، وكذا إهتمام كَبير في صفوف السياسيّين العَرب من أعلى المُستويات، قَد يَكون هذا الإهتمام نابِع من وَهم «التأثير» على السياسَة الإستعماريّة في حالَة خَسارَة هذا الحزب أو ذاك، أو من الوَهم الأكبَر في قوّة «التأثير» للنواب العَرب في الكنيست الصَهيوني، هذا الوَهم بَثَّتهُ الأحزاب العربية المُشاركَة في الّلُعبَة السياسيّة الصَهيونيّة وبَعضَها كانَ في إطار تَقاطُع المَصالِح في تَهيّيج الناس بينَ طَرَفَيّ «الصِراع» لإخراج الجمهور لِلتصويت، «ومش مُهم لَمين»، ومن هُنا قَد يكون جاءَ الدعم المالي الضَخم من شخصيات وجهات عربية رسمية وفردية بالإضافة للصناديق الصهيونيّة الأمريكية من أجل مواجَهَة حَملَة المُقاطعَة الشعبية المُتنامية في صفوف الفلسطينيين في المُحتل من العام 1948، وحثهم للخروج لِلتصويت، من ناحية كانَ الأمر في مسعى لإسقاط حكومَة نتياهو، لِحسابات صَهيونيّة داخليّة لا علاقَة لها بالموقف من قضيّة الصراع المركزي، القضية الفلسطينية،، ومن ناحية أخرى هو مسعى حثيث لِمنع تنامي موقف المُقاطعة الداعي أساسًا لِسَحب الشَرعيّة عن كيان الإستعمار ورفض التطبيع السياسي الطوعي معَهُ من خلال الإنخراط في العَمليّة السياسية عبر الإنتخابات التشريعية، فالمُقاطعة ليست إنتقائية، بل هي مبدئية وفي صلبِ نزعِ الشرعية، وهذه لا تكون إلاّ في المؤسسة التشريعية القائمة على قاعدة تعريف الكيان لنفسهِ، (دولَة يهوديّة وديموقراطية، تُجَسّد حق تقرير المَصير لليهود) وقبول من يدخل إلى هناك بهذا التعريف طواعية وليسَ مكرهًا أبدًا.

ومهم الإشارَة هُنا إلى أنَّ معركتنا ليست معَ الأحزاب العربية، هي معركة مع المؤسسة الصهيونية وكل تجسيداتها، وليست المقاطعة إلاّ معركة من معاركنا ضدَّ الإستعمار – تَتكامَل مَع معارك شَعبنا في مُختلف أماكن تواجُدهُ من أجل العَودة والحُرّية والتحرير – ونَسعى دائِمًا لِلحفاظ على نسيج العلاقات الوطنية والأهلية والنضالية والكفاحية تحتَ رايةِ وحدةِ الحال تحتَ الإحتلال مع عَدم إغفالِنا لأهَمّيَة خوض النقاش والحوار معهُم وَتوضيح خطورَة المُشاركَة، سياسيًا.

أمّا على الساحَة الصَهيونيّة الداخِليّة وَبعدَ فَشل بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومَة برئاسَتَهُ رغم كل الاغراءات المُقدّمة لليبرمان فإنِّ المَسعى لجانتس زعيم حزب أزرق أبيض لن يكون بالأسهل لتشكيل هذه الحكومَة خاصّة وأنَّه لَن يستطيع فعل ذلك من دون الإرتكاز على أصوات الأحزاب العربية، هذه الأحزاب سَتَذهَب تحتَ شعار إسقاط نتنياهو كقضَيّة مَبدَئيّة كما يُصَرّح أقطاب القائِمَة المُشترَكَة وَكَأنَّ جانتس هو أفضَل من نتنياهو أو هناك فرق بين الطَرَفَين، على صَعيد النهج السياسي الإرهابي إتجاه شعبنا الفلسطيني، وفي الحَقيقَة لَن يكون التفاوض مع القائِمَة المُشتركة إلا كَفَزّاعَة للأحزاب الصَهيونية لِدفعها للإنضمام لحكومَة وحدة برئاسَة جانتس، وإلّا فَالخيار سيكون إنتخابات قريبَة في بدايَة العام القادم، وهذا ما سيحصل على الأغلَب.

بواسطة
محمد كناعنة أبو أسعد - الجليل / فلسطين
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى