لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
بيانات وتصريحات عامة

بيان صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الذكرى السبعين للنكبة

يا أبناء شعبنا الفلسطيني في الوطن في مواقع اللجوء والشتات..

يا أبناء أمتنا العربية.. يا أحرار العالم..

سبعون عاماً مرت على أكبر جريمة تهجير وتطهير عرقي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني في القرن العشرين، عندما أقدمت الحركة الصهيونية المدعومة من قوى الاستعمار والإمبريالية في العالم، على اقتلاع الشعب الفلسطيني من بيوته وقراه ومدنه، وتهجيره في أصقاع الأرض، وإحلال مكانه مستوطنين غرباء لا صلة لهم لا من قريب أو بعيد بتاريخ أو تراث أو ثقافة المنطقة، وفشلت كل محاولاتهم القديمة – الجديدة لإثبات أية علاقة أو صلة أو روابط لهم فيها.

سبعون عاماً مرت على نكبة الشعب الفلسطيني، ولا يزال العدو الصهيوني في تحالفه مع الإمبريالية العالمية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، يمارس كل أشكال العدوان والإرهاب والجرائم بحق شعبنا وأمتنا، بحيث لم تتوقف محاولات إلغاء الوجود الفلسطيني داخل فلسطين وفي مخيمات اللجوء والشتات، كما محاولات تصفية القضية الفلسطينية، في ظل واقع رسمي عربي مجافي لنضال شعبنا وحقوقه وتطلعاته في الحرية والعودة والاستقلال.

سبعون عاماً ولا يزال شعبنا الفلسطيني يرفع راية الكفاح الوطني، ويقدم نموذجاً يحتذى في النضال والمقاومة، وفي التصدي لكل محاولات إلغاء وجوده وتصفية حقوقه وقضيته، وعلى هذا الطريق قدم التضحيات العظيمة والكبيرة الزاخرة بمئات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى، ولم يعجز أمام اختلال ميزان القوى لصالح العدو الصهيوني ولم يستسلم أو تخر قواه، بل اجترح وسائل وادوات نضاله الوطني، واستطاع باقتدار وكفاءة أن يجعل منها وسائل فعّالة في مواجهة المشروع الصهيوني وأهدافه التصفوية. فها هو شعبنا الفلسطيني اليوم، يعبر من خلال مسيرات العودة الكبرى عن تشبثه في أرض وطنه، وفي حقه الأصيل في العودة إلى مدنه وقراه التي هجر منها، في تأكيدٍ على فشل كل أشكال إلغاء ارتباط الإنسان الفلسطيني بأرضه، وبتاريخ أجداده وآبائه، كما محاولات تدجين وكي وعيه، حيث بقيت الحقوق التاريخية الفلسطينية حية ومحفورة في عقول أبناء شعبنا الذين توارثوها جيلاً بعد جيل.

يا جماهير شعبنا وأمتنا..

لقد أكدت السنوات السبعين المنصرمة من الصراع، على أن المشروع الصهيوني ومضمونه الاستيطاني الاستعماري العنصري، لا يمكن أن تكون لديه القابلية أو الاستعداد للتصالح مع أصحاب الأرض الأصليين، بحكم طبيعته العنصرية والاقصائية والإحلالية التي تستهدف في الأساس وجودهم، وأن الدور الوظيفي الإمبريالي للمشروع الصهيوني هو ما يميزه عن غيره من أشكال الاستعمار الاستيطاني الأخرى؛ وأن هذا المشروع لا يستهدف فلسطين والشعب الفلسطيني وحده بل الأمة العربية وسعيها لاستقلالها القومي والوحدة والتقدم، لذلك فإن كل اتفاقيات التسوية التي قامت على أرضية التصالح مع العدو الصهيوني بدءًا من كامب ديفيد مروراً بأوسلو ووادي عربة وصولاً لما يجري من محاولات تطبيع سرية وعلنية مع بعض أنظمة الخليج وغيرها من الدول العربية، لم ولن تغير من طبيعة وبنية المشروع الصهيوني، بل أضافت وتضيف له مخالب قوة جديدة للانقضاض على الأمة وحقوقها ووحدتها وثرواتها ومصالحها المشتركة.

وانطلاقاً من دروس المرحلة السابقة، والتأسيس لمواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني، المعنون بصفقة القرن، والذي يعتقد الأمريكيون والصهاينة بأن موعد حصاد ما أنجزته المرحلة السابقة من تراكمات قد حان، واستبقت مسارها السياسي باعتراف “ترامب” بالقدس عاصمة موحدة وأبدية للكيان الصهيوني بما يعنيه هذا الاعتراف من مس بالمكانة التاريخية والدينية للقدس، وتشريع قانون ضم المستوطنات في الضفة واستمرار التوسع الاستيطاني فيها، واستمرار حصار وعزل قطاع غزة، والمساعي المحمومة لشطب حق العودة وفرض الرؤية الصهيونية لأي تسوية، أصبح عنوان المواجهة أمام كل القوى العربية التقدمية في هذه المرحلة هو مواجهة صفقة القرن واستهدافاتها باعتبارها الخطر المباشر، كما مواجهة قوى التطرف والتكفير التي تشعل الحروب المذهبية والأهلية، وتعمل على النيل من وحدة الأمة والبلاد، في سياق ارتباطها بالقوى المعادية للأمة العربية، كما بات المطلوب فلسطينياً إعادة الاعتبار للبرنامج الوطني التحرري، وإنهاء الانقسام وإتمام المصالحة، وعقد مجلس وطني توحيدي بأسرع وقت بالاستناد إلى الاتفاقيات الموقعة للوصول إلى وحدة وطنية حقيقية وشاملة، مرتكزة إلى إستراتيجية وطنية موحدة، تعمل بتناغم وتكامل بين مختلف مكوناتها، وفي مقدمتها تعزيز صمود ومقاومة شعبنا في مختلف أماكن تواجده في الوطن ومواقع اللجوء والشتات.

وفي ضوء ما تقدّم، فإننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، نؤكد على :-

أولاً/ أن حق العودة لشعبنا هو مرتكز المشروع الوطني، وحق فردي وجماعي مقدس، لا يمكن أن يسقط بالتقادم، أو القبول بأي صيغ تتجاوزه، أو تطرح حلولاً بديلة للقرار الأممي 194 الذي كفل لشعبنا حق العودة والتعويض جراء المعاناة المادية والمعنوية التي تكبدها على مدار سنوات تهجيره وتشتته.

ثانياً/ إن تحقيق الوحدة الوطنية التعددية، واستمرار المقاومة بكافة أشكالها ووسائلها، هي الرد الاستراتيجي على العدو الصهيوني وعدوانه المستمر بحق شعبنا وأمتنا، مما يتطلب إنهاء وإلغاء كل اتفاقيات التسوية الموقعة معه، عربياً وفلسطينياً، والقطع مع كل الأوهام التي ترتبت عليها، وبما يؤسس لمرحلة جديدة من إدارة الصراع مع العدو، الأساس فيها حفظ الحقوق التاريخية لشعبنا وأمتنا، وضمان تحقيق الأهداف الوطنية والقومية في الحرية والعودة والاستقلال والوحدة والتقدم.

ثالثاً/ الحفاظ على قومية الصراع مع العدو الصهيوني، من خلال تعزيز العلاقة مع القوى والأحزاب الشعبية العربية بالأساس، انطلاقاً من أن مسؤولية مواجهة العدو الصهيوني وأهدافه، وتحقيق أهداف شعبنا مسؤولية عربية، يقف الشعب الفلسطيني رأس حربة فيها.

رابعاً/ تعزيز البعد الأممي والعلاقات مع القوى والشعوب والتجمعات التي تناهض الإمبريالية العالمية، وتؤيد نضال شعبنا، وبما يعزز الحركة الشعبية لمقاطعة الاحتلال الصهيوني على طريق نزع الشرعية عن كيانه العنصري البغيض.

خامساً/ ندعو جماهير شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية إلى أوسع مشاركة في مسيرة العودة الكبرى، التي تتزامن مع الذكرى السبعين للنكبة، وموعد افتتاح السفارة الأمريكية فى مدينة القدس، بحيث يتحول هذا اليوم ليوم غضب شعبي فلسطيني وعربي، يؤكد تمسكه بالحقوق العربية والفلسطينية وفي مقدمتها حق العودة، ورفض العدوان الأمريكي على القدس ومكانتها التاريخية والدينية لشعبنا وأمتنا.

التحية والوفاء لشعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده.. والتحية والفخر لنضاله وكفاحه الوطني الدؤوب

المجد والوفاء للشهداء.. والشفاء للجرحى.. والحرية للأسرى.. والنصر لشعبنا

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

13/5/2018

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى