لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
مقالات

ترشُح بوتفليقة رسميا فتح المجال، للأسف، أمام المقاربات الساخرة، وخاصة تلك المتعلقة بصحته!!

ولكننا نخشى بأن يؤدي الجري خلف هذه السخرية الصفراء، إلى حجب الصورة الحقيقية، والتخلف عن فهم طبيعة ما يجري فعليا في البلد الشقيق، خاصة مع اقتراب الموعد النهائي للانتخابات الرئاسية في 18 نيسان القادم.

بشكل عام، يعبر الجزائريون عن حالة من عدم الإهتمام مشوب بالسخرية أمام ترشح بوتفليقة لولاية خامسة، سيما وأن وجوده طوال فترة الولاية الرابعة، كان غير ملموس وغير مرئي على كل الصعد.

لقد أعلنت الأحزاب الأربعة في الائتلاف الحاكم، وعلى رأسها حزب جبهة التحرير التاريخي، دعمها رسميا لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، بينما تعيش الأحزاب المعارضة، على الجانب الأخر حالة من التجاذب والخلافات الحقيقية.

المراقبون يقرون بأن “اللجوء لترشيح بوتفليقة، يعكس أزمة حقيقية في الطبقة السياسية الجزائرية بكل تلاوينها، كما يعكس رغبة الجيش بالإستمرارية”.

من جانبها حذرت حركة المجتمع من أجل السلم – الحزب الإسلامي الجزائري – بأن إعادة ترشيح بوتفليقة لولاية خامسة، ليس في مصلحته، بل تصب في صالح حلقة المستفيدين من هذا الوضع، ويقع عليهم تحمل التبعات!

أما بالنسبة لأقدم حزب معارض؛ جبهة القوى الاشتراكية، ومعه التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، أعلنوا مقاطعتهم للإنتخابات.

بوتفليقة، البالغ من العمر 81 عامًا، يتولى السلطة منذ عام 1999، وقد أصابه حادث وعائي دماغي عام 2013، أقعده على كرسي متحرك، وأصبح ظهوره العام نادرًا. ولم يتحدث مباشرة إلى الجمهور طوال فترة رئاسته الرابعة، أما رئيس الوزراء، فيبرر:

“الحالة الصحية لبوتفليقة لا تمنع ترشحه، فقد أصيب بمرضه في نيسان 2013 وفاز في الانتخابات الرئاسية في نيسان 2014 وهو على نفس الحالة الصحية”!

كل ذلك، وسط لا مبالاة من الناس، الذين يتندرون من الوضع، ويقولون:

وش عليه.. ربما تحولنا إلى ملكية عصرية!؟

وأمام تضخم عدد المرشحين في مواجهة بوتفليقة، والبالغ ٢٠٠ مرشح محتمل قبل التصفية، فإن قطاع كبير من الجزائريين، يوافق على ترشح بوتفليقة، من زاوية ثقل رصيده التاريخي، وشرعيته الثورية، وإعتبار أن ولايات حكمه الأولى تميزت بالإستقرار والأمن المجتمعي، ويرون فيه عامل إستمرارية، وإن كان الكثيرون يرون بأن هناك حلقة حول الرئيس هي التي تحكم فعليا وتدير الشأن العام، خلف بترينة الرئاسة، “ولكن هذه الحلقة ما زالت تعمل بالإتجاه الصحيح، إذن لنجدد لها عبر التجديد للرئيس”!!

ووسط هذه الصورة الضبابية المتداخلة، فإن الشعب الجزائري هو المغيب الأكبر، أمام مراكز قوى متصارعة، ولكنها تدير خلافاتها بمهارة وإحتراف في مواقع السلطة، بينما الجيش يقف على بعد خطوة واحدة عن مواقع القرار، ويمسك بمعظم الخيوط.

بواسطة
د.موسى العزب
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى