لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
مقالات

خاشقجي و”الديمقراطية” الغربية/خالد محمد

هل تم توريط السعودية في جريمة تصفية الخاشقجي!؟

هل تم إقتراف ممارسة غبية في إختفاء “المعارض” السعودي داخل مقر القنصلية وعلى الأرض التركية!؟

لماذا يصمت الإعلام الأردني بشكل كامل عن الموضوع، بينما تضج كل وسائل الإعلام العالمية والعربية بالواقعة وتضعها على رأس إهتماماتها، قولوا أي شيء فخامة إعلاميينا.. فنحن ندفع لكم لتضعونا فيما يتم الأحداث من حولنا؟

هل عبرت الواقعة عن حماقة إرتجالية، أم أنها كانت “حماقة” محسوبة، تقرأ الظروف الإقليمية، والعالمية، وقادرة على دفع الأثمان المطلوبة!؟

شخصيا، لا أهتم لهذه السيناريوهات الأمنية التبسيطية التي يتم الترويج لها، وهذا “الإغراق” من الصور والفيديوهات التي تملأ المساحة على شاشات التلفزيون وأدوات التواصل الإجتماعي.

بغض النظر عن التفاصيل الأمنية، إلا أنني أرى الواقعة بدرجة أساسية، ضمن العنوان السياسي الأمني، وليس العكس.

 مخطط تصفية شخصية فردية ليس لها حواضن إجتماعية أو علاقات سياسية واضحة، مدموغة بالشبهات الأمنية, وخلافية إلى حد كبير. والإعلان عن ذلك بشكل موتور وموارب.. كل ذلك ليس “حماقة إرتجالية”!!

عندما تتم التصفية على أراضي دولة تعيش أزمة نقدية خانقة وإقتصاد مأزوم، وقيادة براغماتية مساومة، وحالة من الحريات المتردية، حيث تقبع غالبية المعارضة في المعتقلات، والمئات في عداد المفقودين!

ونظام عالمي ما يزال يخضع لسطوة رئيس أمريكي، يشكل واجهة بلطجية لشركات النفط والسلاح والمال، ويحاول أن يفرض على حلفائه وأتباعه، قانون التسليع والبزنس لكل شيء، بشكل فاجر دنيء.

هذا مع إتضاح قلق الرأسمالية على نظامها المأزوم المتعطش للطاقة، وتتنامى شكوكة بأمن “إسرائيل”، والحريص على إشاعة الحروب في العالم، وتنشيط سوق المال والسلاح.

الموضوع لا يتعلق بشخص محدد أو مستوى أمني عال، بل مرتبط بأنظمة تقوم بتصفية معارضيها بشكل سافر ومخفي، دون أن يحتج أحد من هراطقة الديمقراطيين الرأسماليين على ذلك، ويتواصل الآن قتل أطفال ونساء اليمن، وسط تعتيم إعلامي متواطئ!!

يقود الدوائر الغربية حاليا مجموعة من الأوغاد بدون رحمة، عصابة بياقات بيضاء منشاة، من المنافقين المتعطشين للحروب بالوكالة، ونهب مقدرات الشعوب بأي وسيلة أو واسطة، ولا تصدقوا الإدانات والتحذيرات الصادرة عن لندن وباريس، فهي موجهة للداخل الغاضب، طالما أن ذلك يتم عند الآخر.. أليس هم من طارد القذافي على الطرق الليبية وقاموا بتصفيته بشكل وحشي مهين!؟

هم وأتباعهم، باتوا لا يؤمنون إلا بسياسة الصدمة والرعب، وعقيدة بوش “من هو ليس معي، هو ضدي، ويحق لي ردعه وسحقه”!!

هؤلاء جميعاً يحاولون فرض معايير جديدة في العمل الدبلوماسي والسياسي، وعندها تستطيع أي دولة ثرية، إخافة من تعتبرهم أعدائها، بالتصفية والسحل، وتستطيع تركيا أيضا أن تحول الموضوع إلى مجرد جريمة جنائية، لا تتطلب سوى تحقيق ميداني “روتيني”، ثم توظف كل الواقعة لتحسين وضعها الإقتصادي والتكتيكي، ولـ “تُحذر” معارضيها في الخارج، بمصير مشابهه إن هم تطاولوا.. ولن تفعل القوى الرأسمالية العالمية، أكثر من الإدانات والتوبيخ، والعمل على زيادة نهبها من مقدرات شعوبنا…

هذه بعض ملامح النظام العالمي الجديد الذي يبشروننا به..

نعم.. نحن أوغاد، وعليكم أن تهابوا بطشنا!!

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى