لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
مساهمات شبابية

غضب أمك ولا غضب الأسعار .. أنغام عيسى

يقال لنا منذ الصغر احترس من غضب الام، ستغلق كل الابواب امامك اذا اغضبتها، حتى الامهات كنا نراهن يحبسن انفاسهن لمنع هذه الجملة من الخروج تحت اي ظرف، وإن اردن تهديدنا كن يقلن لنا: ” لا تجعلني اغضب عليك ” . والله يبعد عنا غضب الحجة ..
لكن وجدت من جديد جملة سحرية تخرج الام عن طورها وتفكيرها وخوفها على ابنائها لتراها غاضبة عليك من غير ادراك .
قف أمام ” الحجة ” وقل لها: ” ارتفعت الاسعار “، هنا دعنا نتخيل توقف الزمن قليلا، إذهب واحضر درع وقاية في حالة حملها لاي اداة او وجود اي شيء بجانبها لانها بكل تأكيد ستقوم بقذه في وجهك، وايضا عليك إحضار سدادات أذن لانها ستقوم ايضا بقذف كلام كثير انت لست بحاجة لسماعه ، لكن اول شي ستقوله لك :” الله يغضب عليك عهيك خبرية “، نعم نزل الغضب الهي عليك وليس بفعلك شيء، نزل عليك بعدة اصطلاحات وايماءات وطبقات صوتية رهيبة ..
لماذا ردة الفعل العنيفة هذه، هي بكل بساطة نتيجة لعدم استيعاب المسببات وراء هذا الارتفاع المستمر، وايضا عدم حدوث زيادات على الدخل الذي يمكنها من السكوت امام هذه الاجراءات، هي تفكر بما تملك والذي تحاول جاهدة ان يسد حاجتها، وبين الزيادات المستمرة على الاسعار من غير حدوث تغييرات على دخلها مما يسبب عجز في تدبيرها لامورها.
بعد جلوسي مع عدة نساء، واخذ رأيهن بموضوع ارتفاع الاسعار، واستشعاري باجواء الغضب، تفاوتت ردات الفعل من اناس استسلاميين، يعيشون تحت شعار ” ماذا نستطيع ان نفعل، ليس في اليد حيلة وحكم القوي على الضعيف “، وبين اناس وضعوا اللوم على الاثرياء المجردين من المشاعر المتوقع منهم التعاطف مع الفقراء وعدم شراء احتياجاتهم لحين تخفيض الاسعار ويعود تحليل وجهة النظر هذه الى ان عدم تعاطف الاثرياء يشعر المسؤولين عن هذا الفعل بأن ارتفاع الاسعار لم يضغط على الشعب والدليل اقبال الناس على الشراء، لذلك يجب حدوث تكافل بين الطبقات ورفض ارتفاع الاسعار، اصحاب هذا الموقف وضوعوني في اجواء المدينة الفاضلة ..
أما الحجة س .ع ، فقالت : ” كل ما يجي مدير ، بثبت حالة لما يركب عالحمير ” ، الله يسامحك يا حجة .. بالنسبة لتحليلها سأقف هنا وسأتحفظ على اسمها ايضا ، حفاظا عليها من المدير ..
والبعض بدأ بتدبير اموره كالاتي :-
اولا : بسبب غلاء الاسعار المستمر ، وعدم القدرة على شراء اجود الانواع ، تم عمل علاقات مع اصحاب الخضار وهي التنسيق معهم ليقوموا بالاتصال بهم بعد الانتهاء من بيع كافة البضائع ، وان يترك لهم ما يطلقن عليه ” برارة ” ، وهنا تتدخل قدرتك على اقامة علاقات جيدة ، لان ” البرارة ” اصبحت بحاجة لواسطة .
ثانيا : الغاء نظام الميزان ، واستخدام نظام جديد يدعى نظام الحبة ، مثلا أسرة تتكون من ستة افراد تذهب الام الى السوق وتقوم بشراء ستة حبات تفاح ، وهذا طبعا بعد عمل اجتماع طويل لاختيار الفاكهة ، حيث ان كل قبضة يقابلها نوع فاكهة شهريا ، اما إذا اختلفت الاسرة فسيتم شراء ثلاث حبات من كل نوع واكلها بالمناصفة ، وعيشوا ..
ثالثا : اللجوء الى استخدام محلول العصير ، حيث انه يؤدي الغرض وليس بالضرورة شراء الفاكهة ، كما قالت : ” الزمن تطور، اصبحنا قادرين على تذوق البرتقال في فصل الصيف ، وتذوق الدراق في فصل الشتاء ، ليس بالضرورة التبذير ، المحلول يفي بالغرض “.
رابعا : الإقبال الشديد على استخدام الماجي ، وشراء اللحوم والدجاج في المناسبات او حضور ضيف ، وهنا اتوقع البدء في حدوث فجوات اجتماعية لتفادي هذا ” الاسراف ”
وتجد عائلات لم تعد قادرة على تدبير أمورها ، لانها كما تقول ، يصرف دخلها على أجار بيت و ماء وكهرباء ووقود وهاتف وطعام وامراض ، ولا يوجد صرف غير أساسي لتستغني عنه لتدبر امورها ، فقررت عمل تغيير رجعي وهو اللجوء الى الصحراء والعيش في خيمة ، وهنا تكون تدبرت امورها بشكل جيد فاستغنت عن الأجار والكهرباء وشركة المياه وخط الهاتف .. واضافت :” حتى لو رحت هناك والله ليلحقوني ويطلعوا اشي يدفعوني عيله “…. وجهة نظر راديكالية .
بسطاء هم في كل شيء ، وجار الزمن عليهم ، إذا سألتهم من السبب ، يجيبون : “هم ” ، من هم لا يعلمون، لكن نستطيع ان نستشعر الظلم في اعينهم ، وتراهم يسيرون في مركب الحياة بانتظار الوصول لمعبر الامان ، لكن القبطان في سبات والمركب يغرق والغريق البسطاء والبحر يموج من شدة الغضب .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى