لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
ثقافة وأدب

غنام غنام .. «تربادور» مسرح المنفى

«دائماً أراهن على الوجدان الواعي لا العقل الواعي؛ لأن تركيبتنا العربية وجدانية لا عقلية. الخطاب العاقل يدخل لدينا من باب القلب، وهذا تركيب ثقافي حضاري لا يجب أن ننكره، لذا لكل شعب ما يفضله في فنه، فالهنود يحبون الرقص مثلاً». يقول غنام غنام عن مهمته كفنان. من رحم الخيمة، بزغ غنام؛ الفتى اللاجئ، المشغوف بفكرة إعادة تجسيد الألم والمعاناة التي عاشها جيل من الفلسطينيين تحت الخيام، وما يزال يعيش جزء كبير منه في غياهب الخيمة، وإن زالت، وأعيد بناؤها بالصفيح.
بدأ حياته، باحثا عن الفكرة التي تنقل معاناة اللاجئ، استقاها حينا من المسرح العالمي، واعاد توليفها في هذا النطاق، لكنه التجأ الى تلقائيته ببعدها، فجسد إيقاعات حياة اللاجئ بصوته، ولمساته التي نقلت الفكرة التي يحلم ببعثها للحياة، عبر تفعيل رؤى وأفكار لامسها وعايشها خلال رحلة اللجوء القاسية.
جسد غنام في اعماله المسرحية معاناة الفلسطيني، اكان في منفاه القسري ام في منفاه تحت نير الاحتلال.
ولنصف قرن، بدت فيهاالحياة مشغولة لدى غنام بإبرة المسرح، كتب والف ومثل وأعد الكثير من الاعمال المسرحية، التي لم يبتعد فيها عن لحظته التي كرس نفسه لان ينبض فيها في كل مكان، ويتنقل فيها مثل شاعر «تربادور» اينما حل.
خمسين عاما، أنتج خلالها الكثر من الابداعات
استهل حياته الفنية، في التمثيل مع مجموعات مسرحية، ثم نشط في تشكيل فرق ومجموعات، كان هو الدينمو الحيوي فيها، يؤلف ويكتب ويمثل ويخرج ويدير العملية المسرحية من الفها الى بائها.
كان من أوائل من قدم أعمالا مونودرامية، تفاعلية، يشتبك فيها مع الجمهور، ليصبح الجمهور جزءا من الللعبة المسرحية، وجاء من المشاعر التي تبثها فضاءاتها الحيوية في المتلقين.
ولد غنام في كفر عانة؛ قضاء يافا في فلسطين المحتلة؛ نزح مع أسرته إلى جرش في الأردن وهو في الثانية عشرة من العمر، كتب الى جانب المسرح، القصة القصيرة، وشارك في اعمال درامية تلفزيونية. يعمل حاليا مسؤولا للنشر والإعلام في الهيئة العربية للمسرح في الشارقة، نال عشرات الجوائز في الإخراج والتأليف المسرحي اخرها في مهرجان قرطاج.
يقول في احدى الحوارات الصحفية معه ذهبت الى المسيرح بسبب «الرغبة في إخراج كل ما بداخلي»، وكتب القصة القصيرة « بسبب غسان كنفاني، وهويت التمثيل مذ كنت طفلاً وأقدمها في المخيمات، معلمي مسرحي كبير هو محمود غريب الذي كان يعمل في مسارح يافا/ غزة؛ شكلت فرقة للهواة مرخَّصة، وأخذتُ أكتب النصوص المسرحية، وهناك قويت قدرتي في الأداء والإخراج».
منذ عام 1979 وحتى عام 1990؛ مُنع من السفر «ولم يكن يملك بطاقة هوية، فحرم من حلم أن يكون موظفاً،»لذا كنتُ حراً في عملي، وهذا أعطاني نوعاً من الاستقلال».
ولع بالقصص الشعبية والمزاوجة بين السيرة وألف ليلة وليلة، مثل نص «كأنك يا أبوزيد»، «معروف الإسكافي»، «عنتر زمانه»، قال عن تجربته في استحضار التراث وتوظيفه في المسرح «أعيش في التراث والتراث يعيش فيَّ، وأبحث فيه عن هويتي. أنا ابن حارة البيادر في أريحا. أريحا أقدم مكان استوطنه الإنسان، بمعنى أنه خرج من الكهوف وبنى البيوت وعمل في المزارع في أريحا المدينة التي درج على ترابها المسيح».
اما مسرحيته التي يتجول فيها في العالم اليوم، فهي مسرحية «سأموت في المنفى»، يقول «لخصت فيها حياتي، وأجبت فيها على سؤال هويتي، فلسطين منحتني هوية أفخر بها، بلد تحوَّلت أيقونة؛ حالة إنسانية عامة، فكل مثقف في العالم فلسطيني حتى تتحرر فلسطين، ، فلسطين هي هوية ثقافية أحيت هذا الوطن. ما يبقي هذا الوطن هو الإبداع الثقافي، وعندما يكتب مبدع عن فلسطين مشهداً يجب أن يتعاطف معه العالم كله.
المسرحي الحق استئناف إيجابي على أحداث واقعه، فهو دائماً يبحث عن عالم أكثر حرية وشعب أكثر وعياً».
– هذا هو غنام «انتصاري للكادحين والفلاحين والفقراء والمهمشين هو موقف سياسي أيديولوجي بالإضافة إلى أنني أنتمي إليهم».

بواسطة
حسين ياسين
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى