لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
فيس بوك

غيوم تشرين تغطي سماء السوشال ميديا ونواب يحذرون من غضب الله

لم تخبرني جدتي في طفولتي عندما قالت لي المثل الشائع «أيلول ذيله مبلول» حين سؤالي الدائم عن موعد المطر بأن مياه الأمطار ستختلط بدماء الأطفال لتشكل سيلاً من الدماء الطاهرة التي جرفتها سيول الإهمال والتجاهل المستمر والتراخي في الواجبات الحكومية تجاه المجتمع.‎شكلت حادثتا البحر الميّت والجنوب غيمة سوداء أحاطت بكافة مفاصل الحياة في الأردن وربما في دول الجوار، وقد ضجت كافة وسائل التواصل الاجتماعي بالتعليقات حول الحادثتين، فمنهم من اكتفى بالقضاء والقدر ومنهم من حمّل الحكومة مسؤولية الحدث وبعض آخر حمّل الأطفال وزر القروض البنكية «الربوية» !

‎تصدّر هاشتاغ #البحر_الميت و #الخميس_الأسود ولعل المنشور «رحلة من أحضان أمهاتهم إلى أخفض بقعة في الأرض من ثم إلى أعلى بقعة في السماء في رعاية رب السماء» كان الأكثر تكراراً وانتشاراً على صفحات الشابات والشباب .

‎الناشطة لينا النجار أشارت في منشور عبر صفحتها إلى ألم فقدان أطفال البحر الميّت بالقصف الصهيوني لقطاع غزة الذي راح ضحيته أطفال «الدم واحد وان فرقتنا الحدود ، لا تفضلوا جنساً على جنس ولا دماً على دم ، استخدموا منصات التواصل الاجتماعي في تضامنكم مع ضحايا قطاع غزة كما استخدمت في التضامن مع عائلات أطفال ضحايا البحر الميّت « أما الناشط ي.ن نشر عبر صفحته في إشارة للتقصير الحكومي «وين رايحين اليوم ؟ رايحين ندفن ولادنا» بدوره فقد نشر الصحفي م.ش «نرجع الزمن لستين دقيقةً معانقًا الصفر ولا يتوقف، نعيد ساعاتنا للوراء، ويا ليتنا نوقف أزماننا ولو حتى لدقيقةٍ واحدة!

‎عبثًا نتمنى عودة أعوامنا، حياتنا حيثما نريد ، متعبون نحن كساعاتنا، كأعمارنا، كلما لمحنا دمعةً غريبٍ بكينا..» اما ل.ع فقد نشر « يا الله كم كئيبة هذه الليلة! كل مقطع أشاهده لشخص يخطفه السيل أمام عجز وصرخات الناس يشعرني بالغبن، ويشعرني بالكره لكل شيء حتى نفسي « بينما نشر الناشط ا.س «ليت السيول جرفت كل المسؤولين الفاسدين وتركت أطفالنا « ، بدوره فقد نشر ع.ق «رح نضل نغرق بشبر مي طول ما إحنا بنشتغل بنظام الفزعة وما بنتحمل المسؤوليه وطول ما بنشكر أصحاب المناصب على حضورهم بعد ما توقع الفاس بالراس!»

‎لعل ابرز ما تكرر خلال الحادثتين الأليمتين هو تكرار التيه الرسمي وغياب الحقيقة في المنابر الرسمية وظهر ذلك جلياً من خلال تسرع الرئيس الرزاز بإعلان براءة حكومته من مسؤولية البحر الميّت ومن ثم تحميله الحكومة المسؤولية وتصريحات وزير التربية والتعليم «لم يكن لدينا علم بحالة الطقس وكأن الطخ بمادبا والعرس في عمان وليس إنتهاءاً بوضعه للمحافظة كعضو في لجنة التحقيق #انت_الخصم_والحكم لينتهي ذلك المسلسل باحتجاج وغضب شعبي وإقالة وزراء التعليم والسياحة واعلان الملك عن لجنة تحقيق مستقلة تجاه الأحداث ومن ثم انتشار للتعليقات الباحثة عن آلاف الإعجابات لينتهي المطاف كما العادة بمنع النشر .

‎وفي الجانب الآخر كان هناك غضب نيابي شديد تجاه الأحداث فقد قال أحد النواب في أحد البرامج الدينية معلقاً على الأحداث «إن بطش ربك لشديد وهذا جزء من غضب الله على الأردن لأننا طغينا» وكأن سعادته يحمل الأطفال وزر ما آلت اليه البلاد جراء فساد الحكومات المتعاقبة .

‎لعل ابرز نتيجة قد تظهر في كافة لجان التحقيق لن تتجاوز في دقتها المشهد الذي ظهر فيه الفنان الراحل في مرافعته أمام القضاء في فيلم «ضد الحكومة» .

‎وفي الختام إن مظهر شاب الدفاع المدني جميل ويثير مشاعر التضامن الشعبي والنخوة ، لكن في مثل هذه الأحداث نتساءل عن عمل وزارة الأشغال العامة وتوجيهات وزارة السياحة ودور وزارة الداخلية ووزارة التربية والتعليم وعن شرعية وجودهم بعد أن اختلطت دماء أطفالنا بمياه الأمطار بحوادث أبكت قلوب الأردنيين ، والى ذلك الحين حيث نشعر بقيمة الإنسان الحقيقية #تصبحون_على_وطن .

بواسطة
معاذ القصراوي
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى