لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
نداؤنا

فى عيد الاستقلال

ونحن نحتفل فى الذكرى الرابعة والسبعين للاستقلال، بات من حقنا ان نسأل هل استكملنا استقلالنا ؟ لأن الاستقلال ليس مجرد علم او نشيد وسجادة حمراء بل هو ان تكون متحررا من أي سلطة خارجية وان تنفرد الشعوب بحكم نفسها بدون مؤثرات خارجية او تبعية للأجنبي .لأن هذه التبعية تقود الى التأثير فى طبيعة قراراتنا وجعلها غير منسجمة مع مصالحنا الوطنية.


لم تستأثر مفردة من مفردات اللغة العربية بالاهتمام والتكرار مثل مفردة الاستقلال منذ بدايات القرن الماضي وخضوع أقطارنا العربية للإنتداب البريطاني والفرنسي بموجب معاهدة سان ريمو عام 1920 والالتفاف على حقها فى الاستقلال وتقرير المصير الأمر الذي قاد الى انبثاق الحركات الوطنية المطالبة بهما.
إلا أن هذا الاستقلال الذي حصلنا عليه بانتهاء الانتداب البريطاني عام 1946 لم يكن كاملا بل كبلته المعاهدات ووجود القيادة الأجنبية على رأس الجيش الأمر الذي تم بإنهاء المعاهدة البريطانية وتعريب الجيش فى عام 1956.
واذا كان ذلك قد تحقق بفعل نضال القوى الوطنية فإن أي قراءة للواقع الاقتصادي والسياسي نستطيع ان نلحظ وبكل يسر وسهولة عدم اكتمال استقلالنا وذلك بسبب عملية التكيف الأردني لطلبات وشروط المؤسسات الدولية وفي المقدمة منها البنك الدولي وصندوق النقد، وما تم فرضه علينا من خصخصة للمؤسسات العامة وتحرير للتجارة وارتهاننا للدَّيْن، واستمرارنا بالإعتمادعلى الهبات والمساعدات .
ان ما يعكس عمق التبعية والارتهان للأجنبي،أن الاتفاقات والمعاهدات التى توقع لا تعكس المصالح الاردنية بقدر ما تعكس المصالح الأجنبية، ومصالح العدو الصهيوني ولنا في معاهدة وادي عربة واتفاقية الغاز اكبر دليل على ذلك، بالرغم من الرفض الشعبي وما تكرسه هذه الإتفاقات من تبعية.
تمر الذكرى الرابعة والسبعين للاستقلال فى ظروف استثنائية تتمثل بما أفرزته جائحة كورونا من تداعيات اقتصادية،الامر الذى أدى إلى تفاقم ما يعانيه الاردن من أزمات وما تشكله من مخاطر تهدد أمن واستقرار المجتمع ،ونرى فى تلك المخاطر من فقر وبطالة ومديونية واستشراء للفساد وسوء توزيع الدخل كل ذلك نتاج النهج الاقتصادي الليبرالي المفروض أمريكيا.
لكننا نرى ان الخطر الداهم الآن يتمثل بانكشاف التماهي بالرغبات الامريكية والإسرائيلية من خلال ما يعرف بصفقة القرن والتوجه الإسرائيلي نحو ضم الأغوار الفلسطينية وما تشكله تلك الخطوة من تهديد جدي على القضية الفلسطينية والأردن وأمنه الوطني.
فى هذه الذكرى تبرز امامنا مهمة تعزيز الاستقلال كهدف ملح وراهن وهذا لن يتحقق إلا بإعادة النظر بمجمل النهج الاقتصادي والسياسي نهج يشرع بالإعتماد على الذات ويصون الوحدة الوطنية ويرتقي بالبناء الديمقراطي ويتحرر من الإتفاقات مع العدو الصهيوني، بهذا نستطيع ان نحتفل بالإستقلال .

بواسطة
د. سعيد ذياب الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى