لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
ثقافة وأدب

في الحجر

صراخ أطفال الحي، صوت أقدامهم أثناء الهرب من دوريات الشرطة، بالرغم من استمرارهم باللعب بعد انطلاق صفارات الإنذار ذات الصوت المرتفع، والأنغام المزعجة، فيقولوا لنا بدء الخطر الأكبر، إلزموا بيوتكم، عقموا انفسكم، و انتبهوا لأهمية حياتكم.
صوت الأم يعلو»قلت لك مراتٍ عدة، لا يمكن لأصدقائك دخول منزلنا، فنحن لا نعلم إذ كانوا سالمين من ذاك المرض» فيجلسون على درجة العمارة الداخلي، للعب «الشدة»، أما أعلى الدرج، فهناك بعض الصبايا يُدخنّ السجائر خوفاً من الخروج للعالم بشكل أكبر، أُحاول ان اتخَيل غرفتي فصلٌ دراسيّ، فقد يُساعدني ذلك بالدراسة قليلاً، أُمسك كراستي أُحاول التركيز، أو حتى ملاحظة ما فاتني، لكن كل محاولاتي باءت بالفشل، بعيداً عن هذا، أعود بذكرياتي إلى ما قبل الكورونا اللعينة، كانت حياتُنا أجمل، مُمارساتُنا أبسط، مَدارِسُنا أفضل، شوارِعُنا أكثر فرحاً، حتى ساندويشات الفلافل ذات الطعم اللذيذ، تفاصيلٌ بسيطة لكن رائعة، حتى أصغر تلك التفاصيل كانت جميلة، مُشاجَراتُنا، خُصوماتُنا لأسباب قد تبدوا تافهة، كم كانت رائعة! في غالب الأحيان تفوتنا تفاصيل فائقة الصِّغر لكنها شديدة الجمال، في المساء نجلس حول أبي نُغني لبلادنا، كُنا بحاجةٍ لأن نجتمع مجدداً، و ها هي الفرصة استغلوها لتكونوا قريبين من بعضكم أكثر.
كم تعبنا من أيام الحجر، و كم تعب أسرانا من أيامٍ عاشوها في الظلام خلف القضبان، إلى أُولئك الجميلون في سجون الإحتلال، كم انتم رائعون! ننحني أمام هاماتكم الشامخة ….. حتما الحرية قادمة.

بواسطة
الطالبة رمال العامري
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى