لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
مقالات

في ذكرى معركة الكرامة الخالدة

بدأت المعركة صباح يوم الخميس٢١ اذار عام ١٩٦٨ عندما أقدم العدو الصهيوني على القصف المدفعي والقصف بسلاح الجو ثم تبعه تقدم لقوات العدو عبر نهر الاردن باتجاه الضفة الشرقية
فتصدت له قوات الجيش العربي الأردني والمقاومة الفلسطينية في الأغوار ومنطقة الكرامة،
فأعلن أنه يستهدف ضرب قواعد المقاومة الفلسطينية المتواجدة في منطقة الكرامة، ونحن نعتقد أن أهدافه الأخرى هي السعي لإحتلال منطقة الأغوار وصولا الى مرتفعات السلط لأنه دائما يسعى للتوسع واحتلال المزيد من الأرض ويهدف أيضا الى اختبار قدرة الجيش العربي بعد هزيمة العام ١٩٦٧ معتقدا بأن هذا الجيش لن يستطيع المواجهة في هذه المعركة.


وفي سير المعركة تصدى الجيش العربي والمقاومة الفلسطينية العدو منذ اللحظة الأولى باستعمال كافة الأسلحة وبكل شجاعة وفي كافة المحاور والمواقع التي وصلها العدو وسجل الجيش والمقاومة صمودا منقطع النظير، وعند عصر ذلك اليوم تمت هزيمة العدو وأجبر على التراجع تحت النيران تاركا خلفه جثث أعداد من ضباطه وجنوده على أرض المعركة وبعضا من آلياته ودباباته المدمرة وكانت خسائرالعدو في ذلك اليوم باهظة، وقتل من ضباطه وجنوده ما لا يقل عن ٢٥٠ وأضعافهم من الجرحى، وتدمير معظم آلياته التي إجتازت نهر الأردن وبالمقابل ارتقى ٨٦ شهيدا من الضباط والجنود في الجيش العربي الأردني واكثر من ١٠٠ جريح كما ارتقى العشرات من المقاومة شهداء وأعداد أخرى من الجرحى.
اما نتائج المعركة، فكان أبرزها هزيمة العدو وتحطيم اسطورة ( الجيش الذي لا يهزم ) وسجل الجيش العربي والمقاومة أول انتصار على العدو بعد أقل من تسعة أشهر على هزيمة العام 1967 وقد اعترف العدو بالهزيمة التي فوجىء بها . لقد تجسدت الوحدة الوطنية الاردنية الفلسطينية بأبهى صورها عندما اختلط الدم الأردنى بالدم الفلسطيني في هذه المعركة التي حظيت بالتفاف شعبي واسع أردنيا وعربيا . وخلال أسابيع التحق الكثير من الشبان الأردنيين والعرب بالمقاومة للقتال ضد العدو وتم إفشال أهدافه بضرب المقاومة واحتلال أراض جديدة .كما أثبت الجيش العربي الأردني أنه قادر على المواجهة وإلحاق الهزيمة بالعدو.
إن هذا الانتصار كان نتيجة طبيعية للرد على هزيمة حزيران .وكان الفضل في الإنتصار هو دماء الشهداء والجرحى التي روت أرض الكرامة والإرادة الصلبة والبطولة والروح المعنوية العالية للجيش والمقاومة.
فذكرى معركة الكرامة ستبقى خالدة لدى شعبنا وأمتنا وعاشت هذه الذكرى والمجد والخلود لشهدائنا ولكل من شارك بها كل التحية والتقدير.

بواسطة
الرفيق ابراهيم العبسي مسؤول منطقة الشمال
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى