لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
مساهمات شبابية

كذب المنجمون والخبراء، ولو صدقوا..!

غالبية حكومات العالم مقتنعة، حتى قبل جائحة كوفيد-١٩ على ان الشفافية المطلقة مع الرأي العام هو وباء اخر وتخاف الحكومات ان تكون هي من تاتي بوباء الشفافية لنفسها، وأن الحقيقة مشكلة خطيرة على الجميع. إنما ظلَّت ترجو حل هذه المعضلة من دون أن تكون طرفاً في حرب الرأي العام؛ إما أن تدثر كالحقيقة من الداخل، أو من الخارج، أو تتغير إلى الأفضل وهو ان نرى «تريند» سخرية مفتعل او عرضي يسرق نظر الجميع. ولا شيء يتغير. هذا ينطبق حتى على الحكومات التي تدار اليوم إستراتيجيتها من مواقع تواصل اجتماعي، وتبقى تدفن راسها مرةً بالعسل ومرةً بالطين على تبديل منهجها، فمثلاً نحن اثبتنا ان وعي الفايروس وصبره وتحمله علينا هو من عوامل نجاح المرحلة.


نحن ندرك أن لا يستطيع أحد أن يتنبأ بمسار أزمة فيروس كورونا ويصدق، إلا ضرباً عشوائياً صادف حقائق المستقبل وأصابها..! كأنك كمن يسدد بصره في جنح ظلام دامس مشبع بضباب منسدل، ويريد أن يرى..! ليس في التاريخ المعاصر ما يشبه هذه الأزمة عالميا، حتى الكساد الكبير، والأزمة المالية العالمية! وليس ثمة ما يشبهها أردنياً، حتى انعكاسات الأزمة المالية العالمية التى أدت إلى انخفاض معدل النمو، وتأثيرات الخريف العربي والحرب على الشقيقة سوريا التي أدت إلى ازمات اقتصادية اكثر..! لا يذكر الماضي القريب حالة مماثلة لأزمة كورونا، أعلن فيها حظر جزئي للتجول في معظم دول العالم وحظر شامل في باقي الدول، وأغلقت فيها مراكز العمل والإنتاج إغلاقا كاملا أو لبعض الوقت..! في أوقات الحروب نفسها بما فيها الحرب العالمية الثانية، وكذلك الحروب العربية على الكيان الصهيوني التي خضناها، لم تعلن إجراءات لتقييد التحرك على هذا النحو، ولم تتوقف حركة الإنتاج.
ليس بمقدور أحد أن يحدد على وجه الدقة موعد زوال الأزمة عالميا أو في دولة بعينها..! قد تمتد الأزمة إلى أجل غير معلوم، وقد تتجدد في موجة جديدة أشد عنفاً، لهذا الفيروس الشرس. وليس بمقدور أحد أن يدقق موعد انكسار الأزمة. وقد تراجع معدل الإصابات في الاردن وثبت عند رقم «صفر» لعدة أيام، ثم عاد للارتفاع من جديد بعدما كنا تهيأنا للإعلان عن إلغاء الإجراءات الاحترازية. كذب المنجمون والخبراء إذن، ولو صدفوا..! كل ما يمكن أن يقال هو حصر لخسائر الأزمة حتى اللحظة وتأثيراتها على الحاضر، وكذلك انعكاسات استمرارها على المستقبل المنظور أو الشهور المقبلة، ولكن وفق سيناريوهات عدة، تقع في درجات بين التفاؤل والتشاؤم، وبرغم ذلك لا يمكن الجزم بأن أحدها أقرب لما سيكون..!
لا يوجد إجماع عالمياً أو وطنياً على واحد من السيناريوهات والبدائل المعروضة. لكن الرأي الغالب لدى القادة والساسة ورجال الاقتصاد، هو أن استمرار إغلاق الاقتصادات لشهور مقبلة، من شأنه أن يقوض دعائم دول كبرى، وأن يسقط اقتصادات بازغة أو كانت في سبيلها للنهوض، وأن يطيل أمد استعادة المجتمعات لعافيتها اقتصادياً واجتماعياً ونفسياً بعدما تنكسر الأزمة..!
كنت قد سمعت في لقاء متلفز لعضو لجنة أوضح فيه، ان هؤلاء السائقين القادمين على الحدود يرفضون السماح لغيرهم باستعمال سياراتهم، فضلا عن ان عددهم كبير ولا يمكن حجر 3 آلاف سائق اسبوعيا، إذ لا توجد أماكن تكفي لحجرهم على الحدود، بالاضافة للضغوط التي تنفذها الشركات الكبيرة مالكة تلك الشاحنات والمشغلة للسائقين، على الحكومة جراء التأخر في دخول المنتجات على أماكن التبادل الى غايتها.
ولفت عضو اللجنة الى ان هناك مخالفة كبيرة للبروتوكول الطبي لمكافحة كورونا وبشكل معلن، بينما تعترف الجهات الحكومية بذلك، ولكنها لا تستطيع عمل شيء.
وشدد عضو لجنة الأوبئة، على ان تشديد الإجراءات على العاصمة والزرقاء طبيعي، لانهما تضمان اكبر عدد من السكان، فالعاصمة يقطنها 40 % من مجموع السكان، ويسهل انتشار المرض او العدوى فيها بسهولة، وبالتالي فإن حمايتها من العدوى، تتطلب تشديد إجراءات الوقاية فيها.
وتثار هنا تساؤلات تحتاج لإجابة ، إذ كيف سمح بدخول سائق المفرق، وغيره من السائقين، دون اجراء حجر احترازي لأسبوعين؟ وكيف يسمح لسائقي الشاحنات بدخول المملكة دون التأكد من خلوهم من الفيروس؟ وأين الإجراءات الاحترازية التي من شأنها حماية المواطنين من تفشي الفيروس؟
سائق واحد تمكن من نقل المرض لاكثر من 30 مواطنا آخرين، فكيف يمكن ان يجاب على ذلك، وماذا ستحمل الحكومة لنا من أفكار حول القصة التي كسرت صعود المملكة نحو التشافي؟
انا لا ادري الى متى سوف يبقى السكان في العاصمة عمان ومحافظة الزرقاء واخص منهم عمال المياومة فريسة للاخطاء الحكومية في اي منطقة جغرافية اخرى في المملكة، والى متى سوف ستبقى اصوات العمال منهم تائهة في المنصات التي ساعدت ولكننها لم تساعد الاغلبية منهم، والجميع يرى ذلك رغم التصريحات الوردية التي نسمعها كل يوم من الحكومة، نعم الحكومة فعلت دوراً جيداً جداً في بداية الازمة لكنها اصبحت تماماً مثل شارع المطار الدي يتحول بعد اول تحويلة ويبدأ بالانحراف عن مسربه؛ هنالك اسئلة اطرحها يومياً على نفسي منها:

  • الى متى سوف يبقى صوت المواطن خارج النص؟
  • الى متى سوف يصبر المواطن المعيل لأسرته على منصاتكم؟ وتطبيقاتكم وارقامكم الساخنة «بالاسم فقط»…
    في الختام اود ان اقول ان ما اراه الان من حالة تخبط تذكرني بظاهرة تسمى اجتماعياً «بالتدين الظاهري» مثل عندماً تركب مع سائق اجرة عمومي ويسمعك درساً عن فضل التكافل الاجتماعي ولكنه يتناسى متعمداً اشعال العداد…
بواسطة
راكان حياصات
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى