لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
مقالات

لنحمي الفن من خطر التطبيع ، ولنوقف العبث بمعايير المقاطعة / محمد العبسي*

بدأنا نلحظ في الآونة الأخيرة، آراءً ومواقف تتعلق بملف التطبيع، تضع معاييرها الخاصة لمفهوم التطبيع، بعيداً عن الإجماع الوطني. فقد سجل في شهر آب الماضي ثلاث حالات “فنية” خرقت معايير المقاطعة وذهبت وأحيت حفلات غنائية في الأراضي المحتلة من خلال فيزا “إسرائيلية” ، وما إن بدأنا بفضح تلك الحالات حتى خرجت بعض الأصوات تدافع عنها وتبرر فعلتها على أنها ليست تطبيعا مع العدو الصهيوني ، وكأن أصحاب تلك الاصوات يريدون أن يبرزوا مسألة زيارة  القدس والاراضي المحتلة عام 1948على أنها قضية جدلية من خلال تبريراتهم للزيارات التي لا تعدو أكثر من كونها خدمة لكل من يحاول تسويق التطبيع بمختلف أشكاله وبواباته الدينية والسياحية والفنية غيرها !! فزيارة القدس التي احتلت في العام 1967 كما المناطق المحتلة منذ عام 1948 ليس عليهما أي جدال فالمسألة محسومة لدى جميع حركات المقاطعة ومبنية على معايير وقرارات صادرة عن جامعة الدول العربية سنة 1955 ،

وهنا وجب الرد والتوضيح لكل من يسأل ويحاول التبرير سواء عن قصد او عن غير قصد ، ولننطلق من الإجابة على السؤال التالي : لماذا تعتبر الزيارات إلى تلك المناطق تطبيع مع العدو الصهيوني ؟

تعود اول زيارة للقدس بعد احتلالها إلى العام 1977 عندما زارها رئيس مصر الأسبق أنور السادات حيث مهدت تلك الزيارة وما رافقها من لقاءات إلى توقيع معاهدة “كامب ديفيد” بعد أقل من عام .

بعد ذلك أقرت جامعة الدول العربية بأن زيارة القدس ومقدساتها يعد تطبيعا مع العدو واعترافا به وانعكس ذلك القرار على عدد كبير من دور الإفتاء وتم الالتزام به .

كما ان زيارة القدس ليس الهدف منها التضامن مع الشعب الفلسطيني ولا نصرة المدينة المقدسة ، فالزيارات للمسجد الاقصى والقدس تحت حماية ضباط الشاباك تصب في مصلحة “شرعنة” الاحتلال على المدينة المقدسة ، فالقدس ليست بحاجة للزيارات كي نعرف أنها ترزح تحت الاحتلال !

ومن المهم الاشارة الى ان الزيارات تتم عبر الباب المعروف بالمغاربة ، وهو أول باب احتل عام 67 ، وهذا الباب مقتصر على استخدام الاحتلال ومستوطنيه ويمنع المقدسيون من الدخول عبره.

نعيد ونكرر ان زيارة القدس من خلال فيزا “إسرائيلية” تعني الاعتراف بأن القدس تتبع للكيان الصهيوني ؛ وبالتالي فإن المستفيد من تلك الزيارات هو الاحتلال والذي يحاول دائما تبييض جرائمه وارهابه وتهويداته للقدس وغيرها من خلال جلب السياح وخاصة العرب ، فزيارة القدس ومقدساتها لا تختلف عن الذهاب إلى “تل ابيب” أو يافا المحتلة أو حيفا المحتلة لإقامة حفلات فنية أو المشاركة في فعاليات أكاديمية وثقافية كما لا تختلف عن الذهاب للعمل في “ايلات” أو أم الرشراش المحتلة .

الفتاوى الدينية يجب ان تخدم المسألة الوطنية لا أن يتم توظيفها لصالح تبييض جرائم العدو والاعتراف ب”شرعنة” وجوده ، كما علينا حماية الفن والرياضة والثقافة والأدب من أن يتم استغلالهم لصالح العدو .

يوميا نسمع عن فنان أو اكاديمي من أوروبا أو جنوب افريقيا أو أمريكا يعلن انسحابه من المشاركة لوجود مشارك “اسرائيلي” أو تلغي فنانة او فرقة عالمية رحلتها إلى الكيان الصهيوني بفعل ضغط حركة المقاطعة الدولية المعروفة بالبي دي اس ، ويقوم الكيان الصهيوني باتهام حركة المقاطعة بأنها هي من يقف وراء تلك المقاطعات وتسعى لعزله ، ومن المهم الاشارة الى ان الكيان الصهيوني ينفق ملايين الدولارات سنويا للتصدي لنشطاء ومناصري حركة المقاطعة عدا عن الدعاوى ضد الحركة لتجريمها ، فأمام النجاحات التي تحققها حركة المقاطعة العالمية بشكل عام والفلسطينية بشكل خاص لم يجد الكيان الصهيوني أمامه إلا الالتفات إلى الدول العربية فيسعى دائما للمشاركة في فعاليات وبطولات يوجد مشاركة عربية كما أنه ومن خلال ما يتاح له يقوم بجلب فنانين واكاديميين ورياضيين عرب  إليه وذلك من أجل كسر حاجز العزلة والحاجز النفسي وبالتالي يشعر بأنه أصبح يقترب من تحقيق هدفه وحلمه ، فإذا كانت الحركة العالمية ومناصريها يفعلون كل هذا من منطلق التطامن مع الشعب الفلسطيني ، أليس من المعيب على العربي الذي يبرر تطبيعه في الوقت الذي يجب أن يكون شريكا في النضال ضد المشروع الصهيوني وليس متضامنا مع الشعب الفلسطيني؟؟

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى