لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
مقالات

هل تم إختراع فيروس COVID 19 في المختبر ماذا عن المحقق الفرنسي النجيب؟

منذ يومين يتم تداول مقطع فيديو (وصلني من عشرات الأصدقاء، منهم من يسألني عن رأيي)، يعلن فيه شخص فرنسي غير معروف، بأنه كشف – عبر عمليات بحث مع فريق تقصي علمي – عن وجود مؤامرة فرنسية صينية كبيرة، تثبت إختراع الفيروس في المختبر، وأن خفاشا مصابا قد هرب!! وأن صناعة الأدوية وراء كل هذا!!


جاء الموضوع كقنبلة إعلامية تلقفها العديدون، الأمر الذي دفعني إلى صرف الكثير من الوقت، وقراءة 75 صفحة من اطروحته المرفقة، والإطلاع على عدد من المواضيع ذات الصلة;

أولا هل هناك حقائق في أقواله؟ ممكن

  • براءة الاختراع EP 1 694 829 B1 موجودة فعلا وهي منشورة بكثرة.
  • يوجد مختبر فرنسي صيني في ووهان بإسم P4
  • تتعلق براءة الاختراع EP 1 694 829 B1 بالسارس SARS( المتلازمة التنفسية الحادة الشديدة) المعروفة منذ عام 2002
  • تمت دراسة الفيروسات التاجية منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
  • الفيروس التاجي الحالي ليس سارس عام 2003 بل (SARS-cov-2). وهكذا يجب أن يسمى لتجنب الإلتباس.
  • لا يعني تقديم براءة اختراع لفيروس، صك إختراع، بل توثيق متسلسل بهدف إختراع لقاح.
  • مختبرات P4 لا تعالج الفيروسات مثل COVID-19
  • لم تستخدم الخفافيش في مختبر ووهان P4.( حسب الوثائق)
    ………………..
  • بالتأكيد نحن نعيش في حقبة الرأسمالية الجشعة، كما أن الصناعة الصيدلانية العملاقة لن تتردد في استغلال “الفرص” والسيطرة على السوق.
    هذا شيء والحقائق شيء آخر:
    الوثيقة “العلمية” المقدمة من صاحبنا الفرنسي، تم إخراجها من سياقها من قبل شخص غير ضليع وغير معروف لا في الحقل العلمي ولا الصحفي، وقد أساء تفسيرها بعدم إعتماد المنهج والأساس البحثي، وبعيدا عن المفاهيم والمصطلحات العلمية المعتمدة، وبدت أطروحته أقرب إلى نظرية المؤامرة، ويبدو بأنها تستهدف الصين كدولة ونجاحها في مواجهة الكورونا، أكثر من إستهدافها لمعامل باستور.. هذه البدع التآمرية ليست تحقيقات صحفية ولا هي جادة.
  • العالم الرمادي المرتبك الذي نعيش فيه، والذي يحمل كثيرا من التشكيك تجاه الدول والقادة، أصبح يستسهل قبول إنتقاد سلوك كل القادة السياسيين في هذه الأزمة.
    كما يجب علينا جميعا توخي الحذر من تأثيرات “نظرية الصدمة ” للكاتبة اليهودية الكندية؛ نعومي كلاين، التي تقول: “أن السياسيين ينتهزون وقت الأزمات لتجيير الوقائع لصالح جدول أعمالهم السياسي”. ( هذا ما فعله ترامب بالنسبة للقاح الألماني، وجونسون في نظرية مناعة القطيع).
    ولكن بالنسبة لنا يجب أن تصبح هذه الأزمة الصحية فرصة للبحث عن المسؤولين السياسيين الحقيقيين ودورهم في تراجع وإضعاف القطاع الصحي العام والخدمات العامة في كل مكان، والتجربة الإيطالية ماثلة للعيان.
    حيث يعاني العديد من مقدمي الرعاية الصحية حاليًا من نقص في الإمكانيات والوسائل ويخاطرون بحياتهم لرعاية المواطنين.. بالتأكيد هذه المقاربة السياسية أكثر أهمية، وربما أكثر تعقيدا بكثير، من نظرية المؤامرة المغدقة بسطحيتها لكي تكون حقيقية.
    (تحقيقي اعتمد على مراجع فرنسية)
    د. موسى العزب
بواسطة
د. موسى العزب
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى